167

ونحو هذا ما حدثنا به الجوهري عن ابن شبة عن أبي عبيدة:/ أن الفرزدق لما هجا خالد بن عبد الله القسري أمر مالك بن المنذر بن الجارود -وهو خليفته على البصرة- بطلب الفرزدق وقتله. فاحتال مالك حتى وقع الفرزدق في يده. فلما قيل له: قد أتي بالفرزدق احمرت عيناه, وانتفخت أوداجه, وانتضى سيفه. فلما مثل الفرزدق بين يديه, ومالك في تلك الحال, أنشأ يقول, وهو يرتعد:

أقول لنفسي حين غصت بريقها ... ألا ليت شعري ما لها عند مالك

لها عنده أن يرجع الله روحها ... إليها وتنجو من عظام المهالك

صفحه ۱۹۹