[موالاة المؤمنين]
وعلى العبد أن يوالي أولياء الله حيث كانوا وأين كانوا، أحياءهم وأمواتهم وذكورهم وإناثهم. ويكون أحبهم إليه وأكرمهم عليه، أفضلهم عنده، وأتقاهم لربه، وأكثرهم طاعة له.
والمؤمنون هم الذين وصفهم الله جل ثناؤه في كتابه، وبين أحكامهم في سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال :{ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون } [الأنفال:2]. وقال جل ثناؤه :{ قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون } [المؤمنون:1 - 4]. فوصفهم بأعمالهم الصالحة حتى قال جل ثناؤه :{ أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون } [المؤمنون:10 - 11]. وقال تبارك وتعالى :{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } [الحجرات:15]. فقد دخل في هذه الصفة كل طاعة، لأن الجهاد في سبيل الله يأتي على كل طاعة، فمن أطاع الله في أداء فرائضه، واجتناب محارمه، فهو مجاهد بنفسه لربه، في إتباع أمره، وترك هوى نفسه، فلا جهاد أفضل من مجاهدة النفس، ليردها من هواها فيما يرديها، ومن مجاهدة الشيطان عدو الرحمن. فمن عمل ذلك فهو مؤمن، لأن الإيمان طاعة لله.
وللمؤمنين يقول الله جل ثناؤه:{ وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا } [الأحزاب:47]. وقال جل ثناؤه :{ وكان بالمؤمنين رحيما، تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما } [الأحزاب:43 - 44]. فهذا ما وصفهم الله به في كتابه، وحكم لهم فيه، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. وبالولاية لهم ثبوت عدالتهم وشهادتهم، وحسن الظن بهم، والنصيحة لهم، والإحسان إليهم، والثناء عليهم.
صفحه ۲۷۲