وأعتقد أنني صورت الفريقين في «المرايا».
كانوا مخلصين فيما يعتقدون.
في نطاق هذه التجربة لا أستطيع أن أعتبر أن من تعاون منهم كان مرتشيا. فوق هذا لقد كانوا أكفاء لهذه المناصب ... كل واحد في مكانه المناسب.
اتخذ موقفه من التجربة أولا، ثم جاء المنصب وليس العكس، وشهدت كثيرين منهم يتركون هذه المناصب عند اختلاف الرأي ولا يحرصون عليها.
الفريق الرافض كان مخلصا، رفض التعاون ولم يحتل منصبا وهو بالطبع أمر لم يكن متاحا.
موقف الاشتراكيين الآن يحتاج إلى وقفة، إن واقعنا يعاني من سلبيات يطحن بها كل مواطن؛ وهي نتيجة حتمية لأخطاء التجربة.
كيف يكون الموقف من هذه السلبيات؟
إما أن ندافع عن المبادئ ولن يتأتى ذلك إلا بكشف النقص فيمن كان مسئولا عن الأمر أيامها.
وإما سنلقي التبعة على المبادئ نفسها بدفاعنا عن المسئول. الواجب على الاشتراكيين أن يتولوا حملة النقد بهذا المفهوم فهم بموقف الدفاع المطلق يتركون هذه المسئولية للجانب الآخر؛ وبذلك يكونون عونا له وهم لا يعلمون.
قلت لنجيب محفوظ: الدفاع المطلق لم يعرفه الماركسيون لا أمس ولا اليوم بقدر طاقتهم، وبتضحيات كانت لهم كلمتهم المستقلة، واليوم أيضا لهم وقفتهم المستقلة، وبتضحيات.
صفحه نامشخص