الحرب [١]، ليس يجترىء على ركوب الأبلق في الحرب إلّا غمر، أو مدلّ بنفسه معلم يقصد إلى ذلك.
ولمّا رأى إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن [٢]، عمر بن سلمة الهجيمي [٣] على فرس أبلق أنشد قول الشاعر:
أمّا القتال فلا أراك مقاتلا ... ولئن فررت ليعرفنّ الأبلق
وقال ذلك وهو يمازحه.
وكان عمر بن سلمة شجاعا، ولذلك قال طفيل الغنوي:
بهجر تهلك البلقاءّ فيه ... فلا تبقى، ويودي بالرّكاب [٤]
وقال في ذلك النابغة:
بوجه الأرض لا يعفو لها أثر ... يمسي ويصبح فيها البلق ضلّالا [٥]
وصف طول هذا الجيش وعرضه، وكثافته وكثرة عددهم، فلذلك
_________
[١] الشهرة: ظهور الشي ءفي شنعة حتى يشهره الناس.
[٢] إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبي طالب، خرج هو وأخوه محمد على أبي جعفر المنصور سنة ١٤٥ وفيها قتلا أيضا على يد موسى بن عيسى. انظر خبرهما في تاريخ الطبري وغيره.
[٣] عمر بن سلمة الهجيمي، كان من أوائل من بايع إبراهيم، وقد تزوج إبراهيم بنته، واسمها بهكنة بنت شمر بن سلمة. الطبري ٧: ٦٢٨، ٦٤١.
[٤] الهجر، بالفتح، والهاجرة، والهجير والهجيرة: نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر. والبيت في ديوان طفيل ٩٢ برواية «بمجر» والمجر: الجيش.
[٥] ورد في ديوان النابغة الذبياني تحقيق شكري فيصل ص ١٨٢ برواية:
ما إن يبلّ ولم يوجد به أثر ... تمسي وتصبح فيه البلق ضلّالا
1 / 61