ومما وضع [في] غير موضعه فعيب، وإن كان في معناه جيدا قوله :
فقلت لها يا عز كل مصيبة ... وإذا وطنت يوما لها النفس ذلت
فقالوا: لو قال هذا في الزهد كان من أشعر القول:
وكذلك قول الآخر:
(يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة ... ولا الصدور على الأعجاز تتكل)
فقالوا: لو وصف بهذا النساء لكان من أحسن الوصف، وأغزل الشعر.
ومما ينبغي له أيضا أن يجتهد فيه: أن يكون معنى كل بيت ولفظه متساويين حتى يتم المعنى بتمام اللفظ، كما قال الشاعر:
(ولا يواتيك فيما ناب من خلق ... إلا أخو ثقة فانظر بمن نثق)
فهذا بيت قد تم معناه بتمام لفظه من غير حشو، وكذلك قوله:
(وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم)
(أجد الملامة في هواك لذيذة ... كلفا بذكرك فليلمني اللوم)
فأما إذا تم المعنى قبل تمام البيت، فالشاعر حينئذ محتاج إلى حشو البيت بما لا فائدة فيه من اللفظ، وذلك مثل قول الشاعر:
صفحه ۱۴۵