قلت: قلت : وأما تعليم المسلمين فلإختصاصهم بمعرفة علم التنزيل والتفسير والتأويل، ومعرفة رأس العلوم من توحيد الله الحي القيوم وعدله ووعده ووعيده وما يتعلق بذلك من جميع علم الكلام الذي من جملته النبوة والإمامة ونحو ذلك مما ستأتي الإشارة إليه في آخر الجزء الثاني -إن شاء الله تعالى- وكذلك لاختصاصهم بمعرفة أصول الشرائع [وأصول أحكامها](1) وكيفية الموالاة بين الأدلة ونحوها مع رسوخهم في معرفة أصول الفقه وما يتعلق به من اللغة والصرف والنحو والمعاني والبيان والمنطق(2) ومعرفة الخطاب وأحكامه وقسمته وشرائطه، ثم ما يحتوي عليه هذا الفن من تفاصيل الأمر والنهي، والخصوص [26ب-أ] والعموم، والمحكم والمتشابه والفرق بينهما، والمجمل والمبين والفرق بينهما، والناسخ والمنسوخ، وذكر الحقيقة والمجاز والفرق بينهما، وذكر الحقائق وانقسامها وأنها أولا يحمل ظاهر الخطاب عليه وذكر المجازات وانقسامها إلى أقرب وأبعد وغير ذلك من أقسامها، وبين حمل الخطاب على أحد الحقائق ما أمكن أولى من المجازات، ومعرفة الأخبار والأفعال، والإجماع والقياس والاجتهاد، وجميع شرائطه الآتي ذكرها فيما بعد في الجزء الثاني -إن شاء الله تعالى- وغير هذا مما خصهم الله به مما يكثر تعداده ويصعب حصره مما أهملنا أو لم تبلغه معرفتنا، ولا وعتة قلوبنا ولا مجته آذاننا مما اختص بمعرفته أولياء الله من علماء صفوة عترة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وبهذا يعرف إنما اختارهم الله أوصياء لمصطفاه، وورثة لعلم رسول الله إلا لسر مكنون وعلم مخزون أطلع الله سبحانه وتعالى نبيه على ذلك السر المصون والعلم المخزون {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} [ ]، فهم صراط الله المستقيم، والدالين إلى جنات النعيم.
صفحه ۸۴