قلت: قلت: لأنه يلزم من وجوب مودتهم وجوب اتباعهم في صحيح أقوالهم وأفعالهم.
أما أولا: فلما رواه المنصور بالله -عليه السلام- وختم به آخر كتابه (الشافي) عنه -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: ((قدموهم ولا تقدموهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتهلكوا، ولا تشتموهم فتكفروا))(1) ولدعاء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- [لهم](2) بما رواه المنصور بالله -عليه السلام- في آخر الكراس الثاني من أول الجزء الأول من (الشافي) بطريقه -عليه السلام- إلى المرشد بالله -عليه السلام- بسنده المتصل إلى عمرو بن عبيد قال: قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم اجعل الفقة والعلم في عقبي وعقب عقبي وزرعي وزرع زرعي)).
وأما ثانيا: فلأنهم كانوا على حق فالحق أحق أن يتبع، فمن لم يتبع الحق الذي بأيديهم [8ب-أ] فهو غير واثق بهم بل هو مشك فيهم وقد أحب لنفسه غير الذي أحبوه هم لنفوسهم؛ ومن شرط المودة أن يحب للمحب (3) ما أحب من وجبت محبتة، ويكره ما كرهه وإلا كان كاذبا في مودته وقد كره ما أحبوه وكرهوا هم ما أحبه.
قلت: قلت : ولله در القائل حيث يقول:
تعصي الإله وأنت تأمل حبه ... هذا محال في المقال بديع
هيهات لو أحببته لأطعته ... إن المحب لمن يحب يطيع
قلت: قلت : وإن كانوا على باطل لم تجب محبة من كان على باطل وقد ادعيت حبهم ويأبى الله إلا أن يكونوا على الحق فقد أراد -سبحانه وتعالى- إذهاب الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا، أليس هو القائل سبحانه وتعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}[ ] ولا يفعل ذلك -سبحانه وتعالى- إلا بمن هو على حق ويقين فثبت ما قلنا والحمد لله رب العالمين.
مسألة:
صفحه ۴۰