وقال كعب: قرأت في التورية أن الله جل وعز يقول للصخرة: أنت عرشي الأدنى، منك ارتفعت إلى السماء، ومن تحتك بسطت الأرض، ومن أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني ومن مات فيك فكأنما مات في السماء. أنا جاعل لمن يسكنك أن لا يفوته الخبز والزيت أيام حياته وكل ماء عذب من تحتك يخرج، لا تذهب الأيام حتى يزف إليك البيت الحرام. وكل بيت يذكر فيه اسمي، يحفون بك كما يحف الركب بالعروس.
وقال بعضهم: رد الله جل وعز على سليمان ملكه بعسقلان، فمشى إلى بيت المقدس على قدميه تواضعا لله وشكرا، ويقول الله عز وجل لبيت المقدس: أنت نصب عيني لا أنساك، أنت مني بمنزلة الولد من والديه، فيك جنتي وناري، وإليك محشري، وفيك موضع ميزاني.
وقال يحيى بن كثير: لا تقوم الساعة حتى يضرب على بيت المقدس سبع حيطان: حائط من ذهب، وحائط من فضة، وحائط من لؤلؤ، وحائط من ياقوت، وحائط من زبرجد، وحائط من نور.
وبيت المقدس افتتحه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
وعن وهب بن منبه قال: أمر إسحاق ابنه يعقوب ألا ينكح امرأة من الكنعانيين، وأن ينكح من بنات خاله لابان، وكان مسكنه الفدان (1)، فتوجه إليه يعقوب فأدركه في بعض الطريق تعب، فبات متوسدا حجرا، فرأى فيما يرى النائم كأن سلما منصوبا إلى باب السماء عند رأسه، والملائكة تنزل منه وتعرج فيه، وأوحى الله عز وجل إليه أني أنا الله لا إله إلا أنا إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وقد ورثتك هذه الأرض المقدسة وذريتك من بعدك، وباركت فيك وفيهم ، وجعلت فيكم الكتاب والحكم والنبوة، ثم أنا معك حتى أردك إلى هذا المكان، فأجعله بيتا تعبدني فيه وذريتك، فيقال: إن ذلك بيت المقدس، ومات عنه داود (عليه السلام) فلم يتم بناءه، وأتمه سليمان، فأخرجه
صفحه ۱۴۸