بلاغ الرسالة القرآنية

Farid al-Ansari d. 1430 AH
98

بلاغ الرسالة القرآنية

بلاغ الرسالة القرآنية

ناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

محل انتشار

القاهرة

ژانرها

فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. وَالله يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [يونس:٢٤،٢٥]. تدبر قوله في آخر الكلام: ﴿وَالله يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [يونس:٢٥]. - إنه معنى جميل جدًّا، فقد جاء مقابلًا لما ذكر من أمر الحياة الدنيا وزخرفها الفاني، ومآلها الحصيد. إذ كل ذلك موحٍ بالخوف والخراب؛ لأن دار الدنيا هي دار الخراب، فكل نفس تعلقت بها إنما تعلقت بالوهم، وهذه حقيقة رهيبة، تملأ القلب هولًا وفزعًا، إذا كان لهذا الإنسان القارئ، أو المستمع للخطاب الرباني قلب فعلًا، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق:٣٧]، فمقابل ذلك الشعور بما صوره القرآن لك من مآل مأساوي للحياة الدنيا، مكانًا وزمانًا؛ ينفح الله روحك بالبشرى: ﴿وَالله يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ﴾ [يونس:٢٥] .. السلام الحق الجميل، الممتد بلا نهاية، يملأ عرض السماوات والأرض، ولكن -فقط- لمن آمن واهتدى؛ ولذلك قال: ﴿وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [يونس:٢٥]. فلا جنة بلا هداية. عمر ممتد بلا نهاية، وزمان بلا حساب، يغرف من جمال الله خلودًا إلى الأبد، ذلك هو السلام، قال عز من قائل: ﴿إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ. نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ

1 / 102