ويساوره كبرياء آله، ويظهر أنه فوق غيره من الموظفين فلم يفكر في الكتابة إلى رئيسه العطوف في إكس لا شابل إلا بعد شهرين معتذرا له عن غيابه بسبب «أمور تهمه شخصيا على الخصوص»، مطالبا بعطلة أخرى معربا عن عزمه على «الاستعفاء الرسمي من فوره»، وتزيد غربة آله عنه مقدارا فمقدارا، ويمنع أبوه النقود عنه، وتغدو أمه المريضة غضبى، فلما عاد في آخر الأمر لم يكن لديه دانق
5
واحد، فقاسم غريبا ركوب عربته فوجده كريها، وماذا حدث؟
فاسمع قوله: «كان لدي أكبر حظ لمزاولة أروع مهنة، ومن المحتمل أن كان طموحي الذي هو دليلي يستمر على توجيهي لطويل زمن، أو في كل زمن، لو لم توجب غادة إنكليزية باهرة الجمال انحرافي عن وجهتي، ولو لم تجرني على أثرها فوق بحار أجنبية ستة أشهر، وقد حملتها على وقف المركب في آخر المطاف فخضعت، ولكن غنيمتي أخذت مني بعد شهرين، فقد قبض عليها زعيم
6
خمسيني أبتر الذراع صاحب لأربعة حصن ولدخل خمسة عشر ألف تالير، وهكذا أعود إلى بوميرانية بادي الإنفاض
7
مريض الفؤاد، مجررا في مركب ثقيل كريه.»
ويصبح مريضا كالمرة الأولى، ويبلغ من توتر الأعصاب درجة يقترف بها أغاليط لغوية كثيرة فيما يكتب من رسائل، ويغدو كامل الكبو،
8
صفحه نامشخص