============================================================
ه- والله تعالى متكلم بكلام واحد أزلى، وكلامه صقة له قائمة بذاته، ليس من جنس الحروف والأصوات، لا يتجزأ ولا يتبعض . فالصابونى هنا ميز- كما بميز سائر أهل السنة والحماعة من الماتريدية والأشعرية - بين الكلام النفسى والعبارات والالفاظ والحروف الدالة عليه . أما الكلام النفسى فهو صفة واحدة قدعة قائمة بذات الله، آما العبارات والآلفاظ والحروف المقطعة الدالة عليه فحادثة. فالقرآن الكريم باعتباره مصحفا مجموعا بين دفتين متلوا فلا شك أنه حادث . أو يعبارة أخرى إن الألفاظ والكلمات والحمل والآيات المكتوبة فى المصحف والى تجرى بها ألسنتنا عند تلاوة القرآن كل ذلك حادث ، أما الكلام النفسى الذى هو أصل لما هو مكتوب فى المصاحف فهو صفة الله القدمة القائمة به . والاحماع متعقد بين أهل السنة والحماعة على هذه التقرقة بين الكلام النفسى والألقاظ والحروف الدالة عليه (1)، ولكنهم حتلفون حول جواز سماع الكلام التفسى . ويصور الصابونى *تنا الخلاف فيقول : "ثم اختلف أهل الستة أن كلام الله تعالى مسموع أم غير مسموع.
فاختار الأشعرى أن كل موجود كما يجوز أن يرى بجوز أن يسمع . وقال اين قورك : المسموع عند قراعة القارىء شيئان : صوت القارىء، وكلام الله تعالى . وقال أبو يكر الباقلانى : على العادة الحارية، ولكن مجوز أن يسمع الله تعال كلامه من شاء من خلقه على خلاف العادة . وغند هولاء سيمع موسى كلام الله تعالى من غير واسطة الصوت والحرف، وقال آبو اسحق الاسفرايى ومن تابعه : إن كلامه تعالى غير مسموع أصلا، وهو اختيار الشيخ الإمام رتيس أهل السنة والحماعة أبى متصور الماتريدى. وقوله (1) أنظر البياضى ، اشارات المرام من عيارات الاسام ص 138 -144 طبعة القاهرة 1949
صفحه ۲۵