أما الورق المستعمل فهو أملس، مع ما يظهر فيه من أثر المصفاة الشبكية المستخدمه عند انتاجه. والورق صلب قد قطم عند ثنيه بشدة. قبل انتشار التأريض وبعد أن كتب عليها تم ترميم بعض الأوراق الممزقة بوسيلة إلصاق أشرطة من الورق الخفيف عليها. وقد دخلت الرطوبة في الأوراق من أطرافها ونجد أثرها في كل ورقة وهذا من الأسباب المؤيدة إلى سمرة الورق بدرجات مختلفة. ولم نجد شيئا من الدلائل المشيرة إلى ارتباط الأوراق بخيط أو إلى تجليد الكتاب.
وكان من الصعب أن نكتشف العلامة المائية مع سمرة الورق وأثر الرطوبة فيه. وجدنا سبع علامات مائية ونصف علامة في الثلاثين ورقة ويرجح انه كان ثماني علامات كاملة حين وجود الورقتين الأخيرتين مع المخطوط وشكل العلامة المائية ومكانها في الورقة المزدوجة كما نراه في الصورة على الصفحة التالية:
ويختلف عن هذه الصورة شكل علامتين باختلاف يسير: ويقع إبهام اليد من ناحية الورقة الععليا فالزهرة ملتوية بحوالي 20 درجة إلى اليسار. فاعتمادا على فهارس ش. م. بريقه للعلامات المائية يمكننا أن نحدد بالتقريب مكان إنتاج هذا الورق وزمانه: ويثبت أنه من إنتاج طواحين ميناء جنوا أو بييمنته الإيطالية في النصف الثاني من القرن الخامس عشر أو في النصف الأول من القرن السادس عشر م (الثامن أو التاسع ه)(10).
وليس بغريب في ذلك العصر أن الناسخ كان يكتب على ورق إيطالي للروابط التجارية العديدة بين موانئ إيطاليا الكبرى وبين الشمال الإفريقي. وبذلك نستطيع أن نقول أن نسخ محطوط كتاب ابن سلام تم في عصر الشماخي أو بسنوات قليلة بعد وفاته.
صفحه ۴۶