ونستيطع الوصول إلى نتائج أفضل إذا حاولنا إثبات تأريخ كتابة المخطوط عن طريق تحليل خطه وتحليل الورق المستعمل، هذا مع افتقارنا الكبير إلى مراجع علمية سليمة في المجالات التي يسميها البعض بالعلوم المساعدة لعلم التأريخ. وكثيرا ما اطلعنا على مخطوطات عربية من المغرب الإسلامي فلم نكتشف خطأ يشبه خط كتاب ابن سلام إلا في الكتب الإباضية المغربية.
والخط في نصنا المخطوط أشبه بخط كتاب البغطوري الذي كتبه زايد بن عمرو بن عمر بن إبراهيم بن سليمان الصدغياني سنة 914 هت/1508-1509 م. ويرجح على أساس نسبة هذا الناسخ إلى حومة صدغيان بجربة، وعلى أساس أن اكتشاف مخطوط سير البغطوري تم في الحومة المجاورة لها المسماه بوالغ، أن هذا المخطوط كتب في جزيرة جربة ونرجح أيضا أن مخطوط كتاب ابن سلام تم نسخه في المكان نفسه(8). فتشير العلامة المائية الظاهرة في ورق مخطوطنا إلى أنه كتب في الزمن نفسه، أعني في نهاية القرن الثامن أو بداية القرن التاسع للهجرة (الخامس عشر أو السادس عشر م)(9).
3- الأوراق: ويشتمل ما بين أيدينا اليوم على ثلاثين ورقة بعضها متماسك والبعض الآخر منفصل من بعضه البعض: فالأوراق من الورقة 1/2 إلى 11/12 ومن الورقة 21/22 إلى 35/36 ومن الورقة 41/42 إلى 55/56 عبارة عن أربع طبقات من الأوراق المزدوجة. وتكاد أن ينقطع عدد من هذه الأوراق المزدوجة. والورقتان 17/18 و19/20 ملتصقتان ببعضهما ولا نستطيع إثبات إذا ما كانتا ورقة متصلة مزدوجة في أول الأمر. أما الأوراق 39/40 و57/58 و59/60 فهي اوراق منفردة. وحجم الورقة الواحدة هو نحو 21 × 15 سم بدون استثناء، وحجم الورقة المزدوجة نحو 21 × 29. 5 سم.
صفحه ۴۵