وتنسب إلى آخرين من مخبري ابن سلام الرواية التي ذكر فيها طرد أصحاب أبي الخطاب لأهل " قرى سرت "(4) والسماح لهم بالعودة نهائيا. ويليها مع ذكر المخبر الخبر عن بعض ما حدث حوالي سنتين بعد معركة مغمداس. ثم يكرر القول بقتل أبي الخطاب الجند بمغمداس وبأن قائد الجند اسمه أبو دانق الذي يبدو أن المؤلف كان يشك في صحة اسمه. بعد ذكر حدث سبق المعركة وتقدم ذكره ( ص117 )، يواصل الكاتب ذكر الحملة العباسية التي أسفرت عن هزيمة البربر بتاورغا وقتل إمام الإباضية مع أربعة عشر ألفا من أصحابه.
على الصفحات التالية ( ص121- 125 )، تأتي ثلاثة أحاديث مستفيضة عن دور البربر الخاص في إحياء الدين الإسلامي. وترد نفس الأحاديث باختلافات يسيرة في كتاب السيرة وأخبار الأئمة لأبي زكريا الورجلاني ( عاش حتى النصف الأول من المائة السادسة ه / الثانية عشرة م ) دون أن يكون كتاب ابن سلام مصدرا له، وهذا ما نستنتج عن مقارنة الكتابين (5). فمن المحتمل أن كلا من أبي زكريا وابن سلام قد أخذا الأحاديث عن مصادر مدونة أو على الأقل أنهما قد استندا إلى مدونات بطريقة غير مباشرة . واعتماد ابن سلام على مصدر مدون دون الاطلاع عليه مباشرة يرجح عند حديث آخر في " فضائل البربر " صمه أبو زكريا إلى الأحاديث الثلاثة المذكورة ولكن ابن سلام ذكر ذلك الحديث منفردا في موضع آخر ورواه عن مخبره بطريقة شفوية (6) ولذلك ليس من المستبعد أنه قد نقل عنه أيضا الأحاديث الثلاثة الأخرى.
صفحه ۳۰