أولا: أن الكاتب كانت بين أيديه رسالة عبد الوهاب ورأى مقدمتها جديرة بأن تشرح وتوضح باستفاضة فقام بنقل حرفي لألفاظ شرائعها وعلق عليها. وبعد أن فرغ من ذلك العمل، ضم إلى كتابه نص مقدمة الرسالة بالرغم من أنه لا يأتي بجديد فيها. وكان من الطبيعي أن تأخذ الرسالة مكانها قبل التعليق عليها. لكننا نلاحظ مثل هذا الخلط في تسلسل عناصر الكتاب في مواضع أخرى، ونستطيع أن نرى سببه في أن الكتاب ليس في شكله النهائي. هذا ولا يزال السؤال مطروحا لماذا لم يأت ذكر لرسالة عبد الوهاب في أي من فصول الفقرة 9، والتي يبدو أن مضمونها متكامل وأسلوبها ذو مستوى واحد؟
ثانيا: هناك مصدر مشترك نقل عنه كل من كاتب الفقرة 9 والإمام عبد الوهاب " شرائع الدين " في تسلسلها الأصلي دون أن يعتمد أحدهما على الآخر. وربما نقل كاتب الفقرة 9 عن ذلك المصدر المشترك ما يزيد على الشرائع من تعاليق وشروح. فإن افترضنا ذلك نستطيع أن نفهم لماذا تظهر شريعتان في الفقرة 9 لم نجدها في الفقرة 10، وهذا راجع لإهمال عبد الوهاب إياها: " حسن الصحبة للنساء " و" الطلاق بالسنة ".
لا يمكننا الحسم بصحة هذا التفسير أو ذلك بالرغم من أن ثانيهما يبدو أكثر قبولا. وإن ثبت الشرح الثاني، فنستنتج منه أن ابن سلام ضم رسالة عبد الوهاب إلى الكتاب لما رأى من موافقتها ما جاء في الفقرة 9، دون أن يكون للرسالة مكان في إطار شروح الشرائع. ونلاحظ نظيره في الفقرات السابقة التي ترد فيها آيات قرآنية وأحاديث أضيفت أحيانا إلى بعض الأقوال مكررة لمضمونه، ودون أن تأتي فيها إفادة جديدة بالنسبة إلى ما يتناوله الفصل من مبادئ العقيدة أو الشريعة. والمراد منه أن تدعم تلك الآيات والأحاديث ما سبقها من أقوال بتكرار الإفادة المعينة واستنادا في ذلك إلى القرآن أو إلى مكانة من ذكر في الأحاديث من نبي أو صحابي أو تابعي. أما هنا فالاستناد إلى الإمام عبد الوهاب.
صفحه ۲۰