بین دین و فلسفه: در نظر ابن رشد و فلاسفه قرون وسطی
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
ژانرها
وغني عن البيان أنه يريد كذلك أن من كان فرضه التأويل، يكون الأمر بالنسبة إليه على العكس وبصفة عامة أيضا.
كما أنه لذلك أيضا يتشدد في وجوب تطبيق ما وضع من قواعد تتعلق بالتأويل، وجواز أو عدم جواز إذاعته، ولمن تجوز إذاعته؛ ولهذا يلوم اللوم كله الغزالي والمتكلمين: أشاعرة ومعتزلة؛ لأنهم أثبتوا التآويل في مؤلفاتهم فذاعت بين العامة.
إن الغزالي في رأي ابن رشد، «أخطأ على الشريعة والحكمة»، بإثباته التآويل في غير كتب البرهان، فذاعت بين الجمهور، وكان من ذلك أن عاب قوم الأولى وآخرون الأخرى.
34
وكذلك المتكلمون، وبخاصة المعتزلة، إنهم بتآويلهم التي صرحوا بها للجمهور، «أوقعوا الناس في شنآن وتباغض وحروب ومزقوا الشرع.»
35
وفيلسوفنا لا ينسى حين يلوم بعنف هؤلاء على ما صرحوا به من تآويل لغير أهلها، أنه وقع في مثل هذا الصنيع؛ ولذلك نراه يعتذر عما فعل بأن الجمهور قد عرف من أولئك الذين يلومهم هذه التآويل، فكان لا بد له من أن يتكلم فيها، وذلك لبيان الحق من جهة،
36
ولدفع الأذى عن الجمهور من جهة أخرى، كما يفعل الطبيب الحاذق لشفاء المريض إذا تعدى الشرير الجاهل (يريد الغزالي وأمثاله) وسقاه السم على أنه غذاء.
37
صفحه نامشخص