وتشوقت حور الجنا
ن من الخلود إلى مثالك
فعشقت وجهك إذ رأي
تك واعتمدت على وصالك
وعندما وضعت يدك في يدي لأول مرة حسبت أني أهواك هوى فوق كل هوى، وحينما فتحت لي قلبك الطاهر وأطلعتني على أسراره ومكنوناته، شعرت بقوة لا أعلم ما هي، وأعلم فقط أنها هاجت دمائي، وأثارت أعصاب يدي التي كانت بيدك فاضطربت اضطرابا غير مألوف، ولم أنم كل ذاك الليل، فإن صورتك البهية كانت دائما نصب أفكاري وعيني، وإذا كانت القلوب على القلوب شواهد، فلا بد أنك شعرت شعوري، على أني خفت عقبى هذا الغرام، وخفت أن يعود علينا بالوبال، وهذا ما جعلني أسيء إليك الأدب:
إن كان غاظك شيء لست أعلمه
مني فعفوا وإني نادم ندما
ما تشتهين فإني اليوم فاعله
والقلب صب فما جشمته جشما
فقالت: صدقت يا مكسيم فقد رأيت على وجهك تلك الدلائل؛ ولهذا لم أشدد النكير عليك، ولكن ساءني منك هذا الجبن الذي لم أكن لأظنه فيك، مع ما أعهدك عليه من الذكاء.
صفحه نامشخص