أنى جزوا عامرا سوأى بفعلهم ... أم كيف يجزونني السوأى من الحسن
أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به ... رئمان أنف إذا ما ضن باللبن
رئمان، أصله الرقة والرحمة. والرؤوم أرق من الرؤوف. فقال: «رئمان أنف»، كأنها تبر ولدها بأنفها وتمنعه اللبن.
ولأن العرب تجعل الحديث والبسط، والتأنيس والتلقي بالبشر، من حقوق القرى ومن تمام الإكرام به. وقالوا: «من تمام الضيافة الطلاقة عند أول وهلة، وإطالة الحديث عند المواكلة» . وقال شاعرهم، وهو حاتم الطائي:
سلي الجائع الغرثان يا أم منذر ... إذا ما أتاني بين ناري ومجزري
هل أبسط وجهي أنه أول القرى ... وأبذل معروفي له دون منكري
وقال الآخر.
إنك يا ابن جعفر خير فتى ... وخيرهم لطارق إذا أتى
ورب نضو طرق الحي سرى ... صادف زادا وحديثا ما اشتهى
إن الحديث جانب من القرى
وقال الآخر:
لحافي لحاف الضيف والبيت بيته ... ولم يلهني عنه غزال مقنع
أحدثه إن الحديث من القرى ... وتعلم نفسي أنه سوف يهجع
ولذلك قال عمرو بن الأهتم «١»:
فقلت له أهلا وسهلا ومرحبا ... فهذا مبيت صالح وصديق
1 / 33