51

Basa'ir fi al-Fitan

بصائر في الفتن

ناشر

الدار العالمية للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

محل انتشار

الإسكندرية - مصر

ژانرها

وقال الشعبي- لما أُدخل على الحجاج، وكان قد شارك في الفتنة-: "قد اكتحلنا بعدك السهرَ، وتَحَلَّسْنا الخوفَ، وخبطتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء" (١). ولما أُتي بفيروز بن الحصين إلى الحجاج، قال له: "أبا عثمان! ما أخرجك مع هؤلاء؟ فقال: أيها الأمير! فتنة عَمَّت، فأمر به الحجاج، فضُرِبت عنقه" (٢). وقال حماد بن زيد: ذكر أيوبُ السختياني القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث، فقال: "لا أعلم أحدًا منهم قُتِل إلا قد رُغِب عن مصرعه، ولا نجا أحد منهم إلا حَمِد الله الذي سلَّمه، وندِم على ما كان منه" (٣). وقال مالكُ بنُ دينار: لقيتُ معبدًا الجهني بمكة بعد ابن الأشعث وهو جريح، وقد قاتل الحجاج في المواطن كلها، فقال: "لقيتُ الفقهاءَ والناسَ، لم أرَ مثل الحسن، يا ليتنا أطعناه"، كأنه نادم على قتال الحجاج (٤). وعن أبي قِلابة قال: لما انجلت فتنة ابن الأشعث، كنا في مجلس، ومعنا مسلم بن يسار، فقال مسلم: "الحمد لله الذي أنجاني من هذه الفتنة، فوالله ما رميتُ فيها بسهم، ولا طعنتُ فيها برمحٍ، ولا ضربتُ

(١) "سير أعلام البلاء" (٤/ ٣٠٦). (٢) "وفيات الأعيان" (٢/ ٣٨). (٣) "الطبقات الكبرى" (٧/ ١٨٧)، و"المعرفة والتاريخ" للفسوي (٢/ ٥٢). (٤) "تاريخ مدينة دمشق" (٥٩/ ٣٢٥).

1 / 51