============================================================
1 "يقول رجل فى الجنة أحب ان أزرع ، فيقول الله له ألست فيما شئت ، فيقول بلى !ولكن أحب ذلك فيؤذن له فيزرع فيكون أمثال الجبال : فقال اعرابى كان فى المسجد انك لن تجده الا انصاريا أو مهاجريا فانا لسنا بأصحاب زرع قلت ففى هذا فوائد كثيرة ، منها دلالة على فضل الزرع لأ ن هذا الرجل المعطى أمنيته فى الجنة هو من أصحاب الزرع وفيه بشارة ورجوى إذ قال يقول رجل والرجل بالتنكير غير معين ، فيرجو كل أحدمن الزراع أن يكون هو ذلك الرجل، وفيه دليل أيضا على ان المهاجرين والانصار كانوا زراعا لقول الآعرابى انك لن تجده إلا انصاريا أو مهاجريا وهذا هو أكبر حجة ودلالة، إذ المهاجرون والأنصار وهم أفضل الامة كانوا اهل زرع وقد روى ان سعد بن ابى وقاص كان يدمل ارضه بالعرة قال ابن باباه كان سعد يحمل مكتل عرة الى ارض له هكذا قال وقال مكتل عرة بمكتل بر قمال قال الاصمعى : العرة عذرة الناس حكاه عنه ابو عبيدوقال غيره العرة البعر والسرجين (1) ويروى أن أبا هريرة رضى الله عنه وهو أحد زهاد الامة كان ذا زرع ، وكان يطرح زرعه بكرة إذا طلع السماك . ففى هذا دليل على اعتنائهم بالزرع وهم هم رضى الله تعالى عنهم
(1) قلت : وهذا أليق، ومعنى يدملها أى يصلحها ويحسن ممالجتها. يقال دمل أرضه يدملها ودبلها يدبلها أيضا اذااصلحها بالسر جين ونحوه. فهى هدمولة ومدبولة كلاه بالدال المهملة . وذكرفى صحاح الجوهرى وشمس العلوم وغيرهما، ويقال للسرجين الدمال لان الارض تصلح به ذكره أبو عبيد ويقال له أيضا الزبل . والمكتل الزنبيل ، وسعد هذا هو أحد العشرة البررة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أهل الشورى من المهاجرين الأولين ، جمع له النبى أبويه يوم أحد فقال : "أرم فداك أبى وأمى * وقال "اللهم سدد رميته وأجب دعوته" ثم قال "هذا خالى فليكر من أمرؤ خاله فما دعا سعد فى شىء إلا استجيب له
صفحه ۱۳