بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
ژانرها
تروي الصدى في هذه البطحاء
6
سيلفيا :
النغم شجي والصوت عذب يستهوي الأفئدة، ولكني لا أعلم حال هؤلاء الذين يدعون الحب؛ فلندخل ولنترك الميدان فسيحا للذين أسعدهم الحظ والهناء. (ثم تصعد إلى بيتها وهي تنظر حائرة إلى الجهة التي ينبعث منها الصوت، ويأتي زانيتو ومزهره
7
على كتفه متأبطا عباءته، وطرفها يكنس الكلأ وراءه، ويدخل متهللا دون أن يلمح سيلفيا)
زانيتو (وهو واقف في صحن الدار) :
رعى الله ليالي الصيف التي تمكن المسافر من الرحل الشائقة، إذ يتناول عشاءه في قرية حقيرة تحت دوالي الكروم، وأمامه منظر الغروب البهيج، ثم يتمم ترحاله في شروق القمر، ولا مطية له إلا قدماه يسير مترنما برقيق الأناشيد كي لا يشعر بالنصب. سقيا لليالي الصيف إذ السماء صافية، تتلألأ بها دراريها مبتسمة للمسافر، لامعة من خلال أشجار الطريق.
عشت ونعشت يا ليالي الصيف أنت والأمل، وهأنذا على مقربة من فلورنسا، وسأعرف غدا إن كان العهد باقيا على حبها لسماع نغام العود وشجي الأغاني الغزلية، ولكني أرى النهار بعيدا وثيابي رقيقة.
ومزهري هذا أحمله على كتفي كضغث على أبالة، وأهل الخان الآن في دعة واطمئنان، يطرق بابهم الطارق حتى يكل ساعده وهم كأنهم صم، وبعد الجهد الجهيد يفتحون وقد علا وجوههم السأم والضجر، فمن لي بركن آوي إليه وأقضي فيه ليلتي هذه. (ثم يلمح المقعد القديم بجانب الحائط.)
صفحه نامشخص