بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
ژانرها
أتي به إلى فرنسا وهو في حوله الثاني، وأتم دراسته بمدرسة «نافار»، وعالج قرض الشعر مبكرا في شرخ شبابه وهو في السادسة عشرة من عمره، وبعدما قضى بضعة شهور في ستراسبورج وهو ضابط برتبة ملازم ثان أقام طويلا بباريس، ثم اتصل بالسفارة الفرنسية في إنكلترا، ولبث فيها ثلاث سنين ثم آب إلى فرنسا سنة 1790.
كان محبا للفكر الجديدة ومن نصرائها، شديد العارضة ببلاغة ملؤها الحماسة نحو الهيئة الثورية المسماة «لا تيرور
La Terreur »، وقد قبضت هذه الفئة الطاغية على زمام الملك في 31 مايو سنة 1793، وكان رائدها الظلم العسف؛ فأهلكت الحرث والنسل، وضربت أعناق آلاف مؤلفة من نصراء الحرية، الذين انبروا للدفاع عنها في ظرف الثلاثة عشر شهرا، التي مكثتها هذه الطغمة العاتية، وانقشعت بقتل رئيسها «روبيسبيير
Robespierre » في 8 يوليو سنة 1794.
طفق يحارب هؤلاء الجبابرة بنفثات أقلامة في الجرائد تارة وفي الخطابة طورا، مدافعا عن الحرية، معددا مساويهم وعسفهم إلى أن قبضوا عليه في مارس سنة 1794، وسجن في «سان لازار»، ثم ضربت عنقه هو و«روشيه
Roucher » الشاعر في آن واحد، وذهبا كمن سبقهما من الألوف المؤلفة شهيدين للحرية والوطنية في 25 يونيو سنة 1794.
وكان موته خسرانا لفرنسا؛ إذ فقدت به البلاغة والشعر نابغة في عنفوان شبابه، ولم يكد يبلغ الثانية والثلاثين، ولو عاش لأتى بمعجزات البلاغة ومدهشات القريض، وجر ذيل النسيان على أغلب شعراء قومه من السلف والخلف.
ولم يطبع ديوانه إلا في سنة 1819، وهو يشمل: الغزل، والرثاء، والهجاء، والأناشيد الوطنية، والرسائل، وعدة مقاطيع شعرية من الأهمية بمكان، لا سيما «هرمس
Hermés »، وهي ملحمة فلسفية شائقة.
وكان شينييه أعظم شعراء القرن الثامن عشر، وفلسفته تشابه فلسفة «بوفون
صفحه نامشخص