بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
ژانرها
زهرة جافة في كتاب
A une Fleur séchée dans un album
عاودتني الذكرى فتذكرت يوما اختلسناه وذهبنا إلى شاطئ البحر وقد رقت وراقت السماء، ولم يشب صفاءها غيم ولا إعصار، تظلنا شجرة من البرتقال كاسية من زهرها الأبيض الناصع تضوعت رياها فثملنا من عرفها الشذي.
أمامنا بحر أزرق يعب عبابه ولا يرى له ساحل، وكانت أزهار البرتقال المتناثرة تهاوى على رأسي وتجللني كمطر من الثلج، وقد جمل الكلأ الأرض ببساطه الأخضر وتخللته أزهار جميلة متنوعة ينبعث منها عبق لطيف عطر الأرجاء والأندية بنشره.
أيتها الشجرة النابتة بجانب المعبد الدارس الذي بطش به كر الغداة ومر العشي. لقد توجت هذا العماد بأفنانك النضرة، وازدان هذا الطلل البالي بزهرك المونق، ولقد قطفتك أيتها الزهرة البديعة البيضاء، ووضعتك فوق صدري لأنتعش من استنشاق طيبك ونشرك، والآن وقد انقضى ذاك اليوم بسمائه ومعبده وبحره وشاطئه، وحملت السحب عرفك وسارت به إلى حيث تشاء؛ أجد وأنا أقلب صفحات كتابي رسوما عفت وآثارا درست من يوم جميل هنيء.
ألفريد دوموسيه1
نادرة من فحول شعراء الفرنسيس، ولد بباريس سنة 1810، ومات بها سنة 1857، وهو ثاني أنجال «موسيه باتي»، تعلم في كلية هنري الرابع، فكان من أقرانه فيها «الدوق دورليان»، وبعدما تردد بين الحقوق والطب والرسم والموسيقى انقطع لعلوم الأدب.
وفي الثامنة عشرة من عمره ألحق بالمعهد الأدبي عند «نودييه»، وكان مخصصا للمذهب المطلق
2
فوضع بعد دخوله بسنتين كتاب «قصص إسبانيا وإيطاليا» سنة 1830؛ فكان له استحسان عظيم و«دون بايز» و«الأندلسية» وقصيدة في القمر وغيرها، فكانت من نفثات أقلامه وهو في شرخ شبابه، مما سحر الناس برقته المتناهية في الشعر ورشاقته البديعة في صوغ القريض؛ حتى نهض بالمذهب المطلق ورفع شأنه.
صفحه نامشخص