بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
ژانرها
إن كرهتني فلا أشكو منك أيها الأمير، فقد رأيتني باذلة الوسع في إيذائك، وإنك لا تستطيع أن تقرأ في أعماق فؤادي ما حفظته لك من الضغن والحقد، ولم أستطع أن أجعلك تئن وتتألم ونحن على شاطئ واحد؛ فكدت لك وعملت ما في الجهد سرا وعلنا لأبعدك عني وتفصلنا بحار عجاجة، وأمرت أن لا يذكر أمامي اسمك، فلو قيست الإهانة والحالة هذه بالعقاب، أو كان الحقد وحده يستطيع أن يثير الحقد، لما استحقت مرأة الشفقة والحنان وكانت أهلا لما تفرغه عليها من ضغائنك أيها الأمير.
إيبوليت :
من شيمة الأم أن تكون غيورة على حقوق أولادها؛ فترينها لا تعفو عن ابن زوجة أخرى إلا نادرا، وأعرف حق المعرفة يا سيدتي أن الظنون الشكوك الممقوتة هي ثمرة الزواج الثاني ، وقد ينالني من غيرك ما لحقني منك من الإهانة، بل ربما تحملت سواك ولو كانت أشد وطأة.
21
فيدر :
أيها الأمير! إنني أستشهد الله الذي سمحت قدرته أن أكون مستثناة من هذه القاعدة العامة ، ولكن قلقا آخر ينغصني ويفترسني!
إيبوليت :
لا أود الآن يا سيدتي أن تزيدين اضطرابا على اضطراب، وربما كان أبي حيا وتسترحم الآلهة دموعنا المنسجمة ويمنون علينا بأوبته، رعاه «نيبتون»
22
بعين عنايته، ولا أظن أن دعاء أبي وتوسله إلى هذا الرب الحفيظ يذهب صرخة في واد.
صفحه نامشخص