ووصل ثاني عشر شهر محرم أول بني عضية من حجاج الجبال، وأخبروا بما حدث معهم بوادي نعمان من الانتهاب، واستقرار سعد بالطائف، وأن المحامل عادت، وعاد الوزير حسين مع الشامي[24/أ] ومهد الحجاز وشد الوطأة على عنزة ولام ممن ظهر منه الفساد في الانتهاب للشامي من العام الماضي، ووصل عقب ذلك الزوار فأخبروا بقوة الأمان في المدينة المشرفة والحجاز وما بين مكة والمدينة في الغاية وزال الخوف الذي كان فيما مضى، وصلحت الأحوال بعدما قد جرى، وأن المحق والتغيير إنما هو فيما وراء مكة وخلفها إلى جهة اليمن، فالبلاد متغيرة، والقبائل عاصية مخوفة، هذا ما تقرر الخبر. وذكروا أيضا أن حال مرورهم، والذين بقى بمكة من عينات العساكر العثمانية السلطانية في نية التقدم إلى قصد سعد لمناجزة أمره، وأن سعدا يبلغهم[24/ب] أنه يريد الخروج من الطائف متوجها إلى بلاد بجيلة والله أعلم. وسألوا عن حسن باشا، فاختلفت الأخبار، منهم من يقول: أنه كان قد مات بالمدينة في شهر شعبان من السنة الماضية، ومنهم من يقول: أنه عاد إلى حضرة السلطان، والله أعلم بحقيقة ذلك.
وفي شهر محرم وصل واصل من التجار إلى مدينة صنعاء من طريق البحر الشرقي إلى بندر عدن وأخبر أنه كان في العام الماضي بمحروس مدينة حلب بالشام، وجاء الخبر إلى هناك بواقعة مكة، وما جرى فيها من تلك الفعلة، قال: فأخبر الناس هنالك أن حسن باشا قتل، مثل الخبر الأول الذي جاء إلى اليمن سواء.
قال: وشاع بمدينة حلب أن مكة استولى عليها إمام اليمن، وتعاضد هو والشريف سعد بن زيد وأذن فيها بحي على خير العمل. ثم وصلت الكتب من حسن باشا عقب ذلك بالتحقيق من المدينة المنورة بعد استقرار حسن باشا بها، وكتب بكتاب إلى باشا حلب وآخر إلى السلطان، فكان ما جهزه السلطان.
صفحه ۳۲۷