وقد كان بعض جيش سعد خرج من مكة إلى جهة المدينة يقال: رئيسهم حمود، فلما وصلوا بدر بلغهم خروج زيادة من مصر، فلم يبلغوا إلى المدينة، قيل رجعوا إلى مكة. وأخبر الحجاج بصلاح الحجاز ونجد جميعا وتهون الأسعار بمكة والأعلاف بعد تلك الشدة، وأن الخير متصل من مكة والمدينة إلى صبيا .
وفي شهر ربيع الآخر طلع علي بن الإمام إلى حضرة والده الإمام.
وفي هذا الشهر اتفق أن السيد جعفر بن مطهر الجرموزي متولي العدين هرب بعض أصحابه إلى مشهد الشيخ [16/ب] صلاح، فأمر السيد بإخراجه من الحوزة فلم يساعده أحد فسار بنفسه وأخرجه.
قال الراوي: فخرج عليه جيش عظيم في مجلسه ومكانه، وما زال يراه في كثير من أوقاته فسار إلى المذيخرة ، فلم يشعر إلا بذلك الجيش أطل عليه من باب مكانه، فصاح وحصل معه بعض طيش ووحشة.
وكان السيد جعفر قد تقبل بلاد العدين هذا العام بقبال كثير يقال: كل شهر ستة آلاف، فجار على الناس بسبب القطفة والقبال.
وانتهب هذه الأيام قافلة خرجت من جدة إلى عند الباشا حسن مجموعة طعام ورصاص، مع أنه صار يخرج السياق إليه من مصر بحرا إلى ينبع ، ثم يصل إليه.
وروى لي بعض أهل مكة يسمى لطف الله يقول: إن الشريف ادعى أن الباشا حسن ما أظهر مرسوم التولية، وأنه حضر مجمعه أول وفوده، وطالبه في المرسوم يحضر إلى هنالك ومشائخ الحرم فلم يظهره قال: ولو أظهره سلم له الأمر.
قال المذكور: وكان قد ظهر للشريف وأهل مكة أن الباشا حسن باقي في تلك السنة القبض على الشريف سعد بالقهر، ولذلك دخل من جدة بقوة العسكر والمدفع وإظهار الأمر، وأمر الخطيب برفع ذكر سعد، وأظهر الأمر جميعه له، وما يفعل ذلك إلا بأمر السلطان.
صفحه ۳۱۵