============================================================
بهجة الطائفة ومتى ما لم توجد(1) المعاملة في القلب خوفا، والخوف حزنا، والحزن انكسارا، والانكسار قزبا، والقرب إيضاحا(2)، فقد بعدت الحقيقة على قاصديه. ومتى ما لم يوجد الذكر في القلب صفاء وانشراحا ويقظة وتحملا للمكاره - من غير كراهة، وبذلا وإنفاقا، ولو لم يملك إلا روحه - فاعلم أن ذلك ذكر غفلة لا يقظة، وذكر عادة لا ذكر عبادة، وذكر بداية لا ذكر هداية، وذكر لسان لا ذكر قلب. ومن لم يصل إلى معرفة حقيقة الذكر 6 فما ذكر. وإنما الذكر وصف الموصوف ونعت المذكور. ومن لم يتحقق في معرفة الوصف، لم يعرف الموصوف ولا المذكور.
وإنما هذا صفة أهل التصوف. لأنهم أموات من حيث البشرية 9 والعادات، أحياء بصفات الربويية (18ب) والمشاهدات. فكأن من لم يمت في الطريقة، لم يخي في الحقيقة، ومن لم يخي بتصرف الحقيقة، لم يمت من تصرف الطبيعة، ومن لم يمت من صفات الطبع، لم يتمكن في مقام عين 12 الجمع(3). والصوفي من هو في مقام عين الجمع، لأن نهاية عين الجمع اشارتان: إشارة إلى الله، وإشارة من الله .
والتصوف مشتق من صفاء الحق. ومن اتصف قلبه بصفاء الحق لم ير 15 في الدارين شيئا سوى الله. وضد هذا الجمع التفرقة. ومن لم يدر(4) ما التفرقة، ومن لم يخرج من التفرقة، لم يصل إلى الجمع. إذ في الأول تفرقة بم جمعية: (1) توجد، في الأصل: يوجد..
() ايضاحا: هنا بمعنى وضوحا.
(3) مقام عين الجمع: جاء في صوم القلب فصل1، ص 4/7 -5: "فاذا حصلت جمعية من مقام عين الجمع اجتمع لله تعالى بالكلية، واستقام مع الله بمعاملته وارادته، فوقف لدى الله متبريا عن حوله وقوته".
(4) يدر، في الأصل: يدري.
ه ى ى
صفحه ۴۹