============================================================
عمار البدليسي سوى الله، فوقعوا في مقام حقيقة التجريد والتفريد والتعريف، (218) فصاروا بالحقيقة على الحقيقة من أهل التصرف والمزيد.
3 قيل: من الصوفي؟
قال: الذي لا يملك شيئا ولا يملكه شيء(1) . وعلى هذا، لما لم يكن لهم سوى الحق معلوما، وردوا القيامة خفافا من حيث التبعات، ثقالا من 6 حيث الأحوال والمعاملات. قال الله تعالى: { انفروا خفافا وثقالا وجاهذوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله) الاية (القرآن الكريم 41/9) .
فالذكر أخف الأعمال على اللسان، وأثقل الأحوال في الميزان.
9 فوردوا القيامة خفافا لطافا، لعدم العلائق (2)، ووجود الحقائق. لأن أنوار الذكر والأنس أحرق من قلوبهم كل ما سواه. ثم عاد الأنس فأحرق قلوبهم بنار الشوق ليكونوا منكسرين. ثم عاد الأنس فأحرق قلوبهم بنار الذوق 12 ليكونوا محزونين، حتى يكونوا(2) أهل محبة الله . قيل: إن الله يحب كل قلب حزين. ومن أحبه الله أوقعه في مقام المحبة، ليحب الله. فإذا أحب اللة، أحبه الله، - و ك ارتضاه وليا وخليلا وصفيا .
(1) قارن بما يلي: هوسثل سمنون رحمه الله عن التصوف فقال: أن لا تفلك شيئا ولا يملكك شيء"، اللمع 25؛ 1 . . . أن تملك شيثا (كذا) ولا يملكك شيء"، رسالة القشيري ص 7/127؛8 . .. سألت أبا بكر المصري عن الفقير فقال: الذي لا يملك ولا يملك"، عوارف المعارف، الباب الخامس ص 54.
(2) العلايق: يقول الجتيد عن التصوف: "اهو أن تكون مع الله بلا علاقةه، رسالة القشيري 127 وعوارف المعارف 53؛ وقال علي بن سهل الإصفهاني، المتوفى سنة 307 ه/919- 920 م: "التصوف - هو ) التبري عمن دونه والتخلي عمن سواه"، جامي، نفحات الأنس 1/116.
(3) يكونوا، في الأصل: يلونوا.
صفحه ۴۸