(31)(وكم سؤال عدد، وانه فرد قديم قاهر سبحانه) هل سؤال يطلب بها التصديق(_( ) التصديق عند المناطقة هو: ادراك تتصور فيه شيئين مفردين بينهما علاقة ما، كأن تتصور أن (الشجرة خضراء) أو أن (الشمس مضيئة) أو أن صديقك (محمد يحضر اليوم) ...الخ، فأنت في كل هذه الادراكات تتصور شيئين بينهما علاقة، أو بعبارة أخرى تحكم بشيء على شيء، ففي مثال الشجرة تحكم بالاخضرار على الشجرة، ومثل هذا الحكم يسمى في المنطق التصديق، فالتصديق ادراك لأمرين معا وفيه حكم بشيء على شيء وهذا يعني أن التصديق يشتمل على تصورين ومن علاقة تربط هذين التصورين. ("مدخل لدراسة المنطق القديم" د. أحمد الطيب ص 11 "البصائر النصيرية" للساوي ص 26)._) وهو طلب النسبة بخلاف التصور(_( ) التصور عند المناطقة هو: ادراك بسيط لمعنى شيء مفرد مثل (كتاب) و (منزل) و (رجل) أو ما شئت من المعاني المفردة التي تخطر ببالك حين تسمع عنها فأنت حين تسمع لفظة (جامعة) فانك تتخيل مبنى يشتمل على العديد من الكليات والقاعات وبه أساتذة وطلبه ويحتوى على وسائل للكتابة مع جملة من الكتب. وهذا هو الذي يعرف عند المناطقة بالتصور وهو لشيء مفرد فأنت هنا تصورت معنى جامعة فقط، ولو اضفت إليها معنى آخر لاصبح تصديقا كما لو قلت: (جامعة اسلامية) فانك هنا تتصور لوازم الجامعة مع وصفها بأنه اسلامية وهو شيء يختلف عن الجامعة لكن صارت بينهما علاقة وهذا هو التصديق وقد تقدم أما التصور فهو لشيء مفرد فقط.
يقول الفخر الرازي في "شرح عيون الحكمة" (1/43): "اعلم أنا إذا أدركنا أمرا من الأمور، فإن لم نحكم عليه بحكم البتة نفيا كان أو اثباتا فذاك هو التصور. وان حكمنا عليه بحكم نفيا كان أو اثباتا فذاك هو التصديق". ا.ه ("شرح عيون الحكمة" للرازي 1/43 "مدخل لدراسة المنطق القديم" د. أحمد الطيب ص 11 "البصائر النصيرية" للساوي ص 26).
صفحه ۸۲