واختلف في السؤال بلم من هذه الألفاظ عن صفاته الفعلية فأجازه قوم ومنعه آخرون، والمنع مذهب الإمام أبي عبدالله محمد بن محبوب(_( ) العلامة أبو عبدالله محمد بن محبوب بن الرحيل بن سيف بن هبيرة القرشي الخزومي، من علماء الإباضية العمانيين في القرن الثالث الهجري. وهو سليل العلامة الكبير محبوب بن الرحيل فهي أسرة علم وصلاح، يقول الشيخ البطاشي: "شيخ المسلمين ومرجعهم في الرأي والفتوى وكان مضرب المثل في العلم والزهد والتقوى." ولد في صحار ونشأ بها أيام دولة الإمام العادل غسان بن عبدالله وتألق نجمه أيام الإمام الصلت بن مالك حيث كان على رأس العلماء الذين عقدوا له البيعة سنة 237ه وتقلد له القضاء على مدينة صحار وتوابعها. ونهل من معارف والده في بداية الأمر ثم تابع تعليمه عند الشيخ موسى بن علي الأزكوي وتزوج من ابنته التي رجع بها إلى بلده صحار. وتلاميذه كثر منهم ولداه العلامتان بشير وعبدالله، والشيخ عزان بن الصقر والعلامة أبو المؤثر الصلت بن خميس والعلامة الفضل بن الحواري والشيخ أبو جابر محمد بن جعفر الأزكوي. ومن مسائله الفقهية التي شهرت عنه ما ذكره العلامة العوتبي في "الضياء" قال: "قيل لما دخل أهل الهند في الإسلام قال لهم محمد بن محبوب: اذهبوا فصلوا وقولوا (سبحان الله) في قيامكم وركوعكم وسجودكم؛ حتى تتعلموا ..".
وله كتاب يقع في سبعين جزءا مفقود قال السالمي في "اللمعة المرضية" ص (19): "وكتاب محمد بن محبوب يذكرون أنه سبعون جزءا قال البرادي: رأيت منه جزءا واحد." ا.ه وله بعض المسائل المنثورة مبثوثة في الجوامع الفقهية التي دونها العلماء بعده كما توجد له رسالة ضمن "السير والجوابات" (2/ 223 268). وكانت وفاته في ظل دولة الإمام الصلت بن مالك في الثالث من محرم سنة 260ه.
صفحه ۸۰