أَبِيه جعل إليه بعد مضي نَحْو نصف سنة إِمَارَة الأجناد وَولَايَة صنعاء وَمَا إليها فباشر ذَلِك بِحرْمَة وافرة ومهابة ونجابة وَحسن سياسة وَبَعثه وَالِده لِحَرْب من يناوئه غير مرّة فظفر وانتصر وَهُوَ مَيْمُون النقيبه مَا بَاشر حَربًا من الحروب إِلَّا وَكَانَ الغلب لَهُ وَله فِي ذَلِك مَوَاقِف لَا يَتَّسِع الْمقَام لبسطها مِنْهَا حَرْب حَده بَينه وَبَين بكيل لما خرج بهم سيدي على بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أسحق بن المهدي وَمِنْهَا خُرُوجه بجنده إِلَى بني الْحَارِث لما أفسدوا فاستولى على جَمِيعهم وَمِنْهَا حَرْب الرَّوْضَة لما خرج أَهلهَا عَن الطَّاعَة بِسَبَب تغرير جمَاعَة من السَّادة الكباسية وَال أبي طَالب عَلَيْهِم وعاضدهم على ذَلِك سيدي أَحْمد بن عبد الله بن المهدي فاستولى عَلَيْهِم مَوْلَانَا المتَوَكل على الله في أَيَّام وَالِده ﵀ وَمَا زَالَ في خلَافَة وَالِده جَمِيعهَا يسوس أَمر النَّاس وينوب عَن أَبِيه فِي كثير من الْأُمُور ويفاوضه الوزراء في غَالب مَا تَدْعُو إليه الْحَاجة حَتَّى ولّيَ الوزارة الْفَقِيه حسن بن حسن عُثْمَان بعد وَالِده فَلم يسْلك مَسْلَك الوزراء بل مازال يواحش بَين الإمام الْمَنْصُور بِاللَّه ﵀ وَولده وتزايد الْأَمر مَعَ سوء تَدْبِير الْوَزير الْمَذْكُور وَضعف رَأْيه حَتَّى كَادَت الدولة أَن تذْهب وتقاصر ظلها وَهَلَكت الرعايا وانقطعت الطرق وَمَات كثير من أهل صنعاء جوعا بِسَبَب حصارها فَعِنْدَ ذَلِك وَقع من مَوْلَانَا المتَوَكل على الله مَا سيأتي في تَرْجَمَة وَالِده ﵀ وَكَانَت الْبيعَة لَهُ في اللَّيْلَة الَّتِى مَاتَ فِيهَا وَالِده وَهِي لَيْلَة خَامِس عشر شهر رَمَضَان سنة ١٢٢٤ أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَألف وَكنت أول من بَايعه وتوليت قبض الْبيعَة لَهُ من أخوته وأعمامه وَسَائِر آل الإمام الْقَاسِم وأعيان الْعلمَاء والرؤساء وَكَانَ
1 / 78