بذل المعون في فضل الطاعون
Badhl al-Maʿun fi Fadl al-Taʿun
ژانرها
وهذا حديث حسن صحيح ، أخرجه أحمد عن حيوة بن شريح ويزيد بن عبد ربه ، كلاهما عن وبقيةه ، وهو صدوق ليس فيه قادح إلا تدليسه ، وقد صرح بالتحديث في هذه الطريق فأمن تدليسه . وابن أبى بلاله المذكور في الإسناد، شامى ثقة ، اسمه وعبد الله
وأخرجه الكلاباذى في معانى والأخبار ، من طريق إسماعيل بن عياش ، عن بجير بن سعد وهى متابعة جيدة د وبقيةه . وقال فى المتن : فيقضى الله / بينهم ، فيقول : انظروا إلى جراح المطعنين، فإن أشبهت جراح الشهداء ، :فهم منهم . فنظروا إلى جراح المطعنين، فإذا هي قد أشبهت جراع الشهداء فيلحقون بهم .
وهذا المتن لا أعلم رواه عن النبي غير هذين الصحابيين وقد أخرج أحمد بالسند المبدا بذكره ، إلى شريح بن عبيد قال : يان غنية يقول ، عرباض خير من . وعرباض يقول ، عنبة خير منى سبقتى إلى النبي .
وقأل الكلاباذى في ومعانى الأخبارا . يستفادذ من حديث العرباض أن الطاعون يسمى طعنا، وأن الميت بالطاعون يسمى مطعونا .
[الفصل السابع] ذكر ما يشترط لتحصيل الشهادة بالطاعون قال الإمام أحمد ، حدثنا عبدالصمد - هو ابن عبدالوارث - قال : ثنا داود - هو ابن أبى الفرات - قال : ثنا عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر، عن عائشة رضى الله عنها ، أنها قالت: سالت رسول الله عن الطاعون ، فأخبرنى أنه: كان عذابا يبعثه الله على من يشاء ، وجعله رحمة للمؤمنين .
فليس من رجل يقع الطاعون ، فيمكث في بيته صابرا محتسبا يعلم أنه لا يضيبه إلا ما كتب الله له ، إلا كان له مثل أجر الشهيد .
أخرجه البخارى والنسائى من حديث داود بن أبى القرات وقال البخارى في روايته في - الطب -: ففيمكث في بلدهه . وقال: يعلم أنه لن يصيبه . وقال في روايته في - القدر- : ما من عبد يكون فى بلده - أى الطاعون : ، يكون فيه ، ويمكث فيه فلا يخرج من البلد صابرا محتسباه . وقال في روايته في - ذكر بنى إسرائيل -: فليس من أحد يقع الطاعون ، فيمكث فى بلده صابرا محتسبا ر ، والباقي كالأول
فمقتضى هذا الحديث بمنطوقه ومقهومة : أن أجر الشهيد إنما يكتب لمن لم يخرج من البلد الذى يقع به الطاعون . وأن يكون فى حال إقامته قاصدا بذلك ثواب الله ، راجيا صدق موعوده . وأن يكون عارفا أنه إن وفع لبه فهو بتقدير الله ، وإن صرف عنه فهو بتقدير الله .
وأن يكون غير متضجر به أن لو وقع به، فإذا وقع به فأولى أن لا يتضجر. وأن يعتمد على ربه في خالتى صحته وعافيته . فمن اتصف بهذه الصفات - مثلا- فمات بغير الطاعون ، فإن ظاهر الحديث أنه يحصل له أجر الشهيد .
وقد قلنان إن ذرجات الشهداء متفاوتة ، ويكون كمن جرج من بيته على نية الجهاد فى سبيل الله بشرطه ، فمات بسبب أخر غير القتل ، كما تقدم صريحا . ويؤيده الرواية السابقة في حديث أبى هريرة عند مسلم ، بلفظ ومن مات في الطاعون فهو إشهيد. ولم يقل: بالطاعون، ، فإن ظاهرها شاهد لما قلناه . وإن كان يحتمل أن تكون فى للسببية كالباء ، فإنه قال في نفس الحديث: ومن مات فى البطن فهو شهيد. ومجلوم أن المراد به المبطون نفسه . ويحتمل أيضا أن تكون فى للظرفية على بابها ، لكن جرى على الغالب، فإن الموت فى زمن الطاعون إنما يكون بالطاعون غالبا . لكن يحتمل أيضا أن تكون في استعملت في الحديث للسببية والظرفية معا ويتفرع من هذا أن من اتصف بالصفات المذكورة ، وذهب الطاعون ولم يمت ببه ولا فى زمنه ، هل يكون شهيدا أو لا؟ ،
صفحه نامشخص