306

استدراكات البعث والنشور

استدراكات البعث والنشور

ویرایشگر

أبو عاصم الشوامي الأثري

ناشر

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

يُوَلِّي كُلَّ عبدٍ منكم ما تَولَّى؟ قال: يقولون: بلى، قال: ثم يناديهم بمثل ذلك ثلاثَ مَرَّات، قال ثم يقول: لتَنطَلِقُ كُلُّ أُمَّةٍ إلى ما كانت تَعْبُدُ، قال: ويُمَثَّل لهم ما كانوا يَعْبُدُونَ، قال: فَيَنْطَلِقُونَ حَتَّى يَرِدُوا جَهَنَّمَ، ثم يُقَالُ للمسلمين: ما يَحْبِسُكُم، قد ذَهَبَ النَّاسُ؟ قال: فيقولون: هذا مَكَانُنَا حتى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، قال: فيقال لهم: هل تعرفونه إِنْ رَأَيْتُمُوه؟ قال: فيقولون: إن اعْتَرَفَ لَنَا عَرَفْنَاهُ، قال: فَيَكْشِفُ عَن سَاقٍ، فَيَقعُون سُجُودًا، وتُدْمَجُ أَصْلَابُ المُنَافِقِينَ حتى تَكُونَ (١) كأنها صَياصِي البَقَر، قال: ثم يُقَالُ للمسلمين: ارْفَعُوا رُؤُسَكُم إلى نُورِكُم بِقَدْرِ أَعْمَالِكُم، قال: فيرفعون رؤسهم، وبين أيديهم أمثالُ الجبال من النور، قال: فيمرون كَهَيئة الطَّرْف، قال: ثم يَرْفَعُ آخَرُونَ رُؤُسَهُم، بَيْنَ أيديهم كأمثال القُصُورِ، قال: فَيَمُرُّونَ مَرَّ الرِّيح، قال: ويَرْفَعُ آخرون رؤسهم، بين أيديهم أمثال البيوت قال: فيمرون حُضْرَ (٢)
الخَيْلِ، قال: ويَرْفَعُ آخَرُونَ رُؤُسَهُم، وبين أيديهم أَمْثَالُ الشَّجَر قال: فيمرون فَيَشُدُّونَ شَدًّا، حتى يبقى آخرهم رَجلٌ واحِدٌ على إبهام رِجْلِهِ مِثْلُ السِّراج، قال: فَيَمُرُّ، فَإِذَا طُفِيء أهوى فَأَخَذَتِ النَّارُ مِنْهُ، قال: ثُم يُضِيء فَيَمْشِي، قال: ثم يُطفأ فيهوى، فتأخذ منه حتى يخرج فيقول: ما أُعْطِي أَحَدٌ من الناس ما أُعْطِيت، ولا يدري أَحَدٌ مِمَّا نَجَا، غير أني قد وجدت مَسَّها، ثُم نَجَوتُ» (٣).
وذكر الحديث بطوله إلا أنه لم يُسْنِدْهُ (٤)، ولم يذكر في إسناده مَسْرُوقًا.
وقد رُوِيَ عَن زَيْدِ بنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عن المِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو، عن أَبِي عُبَيْدَةَ،

(١) كلمة (تكون) سقطت من «ث».
(٢) الحُضر بالضم: «العدو»، ينظر النهاية، باب الحاء مع الضاد ..
(٣) أخرجه محمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (٢٧٩)، من طريق معاوية بن عمرو، به.
(٤) معناه: لم يرفعه، والله أعلم.

1 / 307