288

استدراكات البعث والنشور

استدراكات البعث والنشور

ویرایشگر

أبو عاصم الشوامي الأثري

ناشر

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

رَسُولَ اللهِ، أَيُكَرَّرُ عَليْنا مَا كَانَ بَيْنَنا في الدُّنيا مَعَ خَوَاصِّ الذُّنُوبِ؟ قال:
«نَعَم، لَيُكَرَّرَنَّ عَلَيكُم، حَتَّى تُؤَدُّوا إِلى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ».
قال الزُّبَيرُ: واللهِ إِنَّ الأَمَرَ لَشَدِيدٌ (١).
(٣٨١) أخبرنا أبو طَاهِر الفَقِيه، أخبرنا حَاجِبُ بنُ أَحمدَ الطُّوسِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ حَمَّادٍ، حدثنا محمدُ بنُ الفَضْلِ، عَن الهَجَرِي، عَن أَبِي الأَحْوَص، عَن عَبدِ اللهِ قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ:
«إِنَّ الشَّيْطَانَ قَد يَئِسَ أَن تُعْبَدَ الأَصْنَامُ بِأَرضِ العَرَبِ، ولَكِن سَيَرْضَى مِنْكُم بِمَا هُو دُونَ ذَلِك، بِالْمُحَقِّرَاتِ وهِي المُوبِقَات، فَاتَّقُوا الظُّلْمَ مَا اسْتَطَعْتُم؛ فَإنَّ العَبدَ لَيَجِيءُ بِالحَسَناتِ الكَثِيرَة يَومَ القِيَامَة، فَيرَى أَنَّهُنَّ سَيُنْجِينَهُ، فَمَا يَزَالُ عَبْدٌ يَجِيءُ فَيقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ فُلَانًا ظَلَمَنِي بِمَظْلَمَةٍ، فيقول: امْحُ مِن حَسَنَاتِهِ، فَما يَزَال كَذَلِكَ حَتَّى مَا يَبْقَي
لَه مِن حَسَنَاتِهِ شَيْئًا، وإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَلُ سَفْرٍ نَزَلُوا بِفَلَاةٍ مِن الأَرْضِ لَيس مَعَهُم حَطَبٌ، فَتَفَرَّقَ القَومُ فَحَطَبُوا، فَلَم يَلْبَثُوا أَنْ أَعْظَمُوا نَارَهُم، وصَنَعُوا مَا أَرَادُوا، وكَذَلِكَ الذُّنُوبُ» (٢).
(٣٨٢) وأخبرنا أبو زَكَرِيَّا بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ بنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّاب، أخبرنا جَعْفَرُ بنُ عَوْن، أخبرنا إِبْرَاهِيمُ الهَجَرِيُّ، عن أبي الأَحْوَص، عن عَبْدِ اللهِ، رَفَعَهُ قال:
«إِنَّ الشَّيطانَ قَد أَيِسَ» فذكر مَعْنَاهُ.

(١) أخرجه أحمد (١٤٣٤)، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة الليثي.
(٢) أخرجه الحميدي (٩٨)، عن سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق إبراهيم الهجري، به بنحوه.

1 / 289