استدراكات البعث والنشور
استدراكات البعث والنشور
ویرایشگر
أبو عاصم الشوامي الأثري
ناشر
مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع
ویراست
الأولى
سال انتشار
١٤٣٦ هـ
محل انتشار
الرياض - المملكة العربية السعودية
يَخرج يَهودُ أَصْبَهان، فَيسِيرُ حَتى يَأْتِي نَاحِية المَدِينة، ولَها يَومَئِذٍ سبعةُ أَبواب، على كُلِّ بَابٍ مَلَكَان فَيخرج إِليه شِرَارُ أَهلِهَا، فَينطَلِق حتى يَأتي لُدَّ، فَينزل عِيسى بنُ مَريمَ، فَيَقْتُلُه، ثُم يَلْبَثُ عيسى بنُ مريم في الأرض أَربعينَ سَنةً، أو قَريبًا مِن أَربعينَ سَنةً إِمَامًا عَدلًا، وحَكَمًا مُقْسِطًا» (١).
(٢٠٨) أخبرنا أبو بَكر ابن فُورَك، أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ جعفر، حدثنا يونس بن حَبِيبٍ، حدثنا أبو داود (٢)، حدثنا هِشَامٌ، عن قَتَادَة، عن ... عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هُرَيرة قال: قال رسول الله ﷺ:
«الأَنبياءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُم شَتَّى ودِينُهُم واحِدٌ، فَأنَا أَوْلى النَّاسِ بِعيسَى بنِ مَريمَ؛ لأَنه لَم يَكُن بِيني وبَينَه نَبِيٌّ، فَإذا رَأَيْتُمُوه فاعْرِفُوهُ، فَإنَّه رَجُلٌ مَربُوعٌ إلى الحُمْرَة والبَيَاض، بَيْن مُمَصَّرَتَيْن، كأن رَأسَه يَقْطُرُ ولم يُصِبْهُ بَلَلٌ، وإنه يَكسِرُ الصليبَ ويَقتُلُ الخِنْزِيرَ، ويَفِيضُ المَالُ، حتى يُهلِكَ اللهُ في زَمانِهِ المِلَلَ كُلَّهَا غَيرَ الإسلام، وحتى يُهلِكَ اللهُ في زَمانِهِ مَسيحَ الضَّلَالَة الأَعوَر الكَذَّاب، وتقع الأَمَنَةُ في الأرضِ، حتى يَرعَى الأَسَدُ مَع الإِبِل، والنَّمِرُ مَع البَقَرِ، والذِّئَابُ مَع الغَنَم، ويَلعبُ الصِّبيانُ بِالحَيَّات، ولا يَضُر بَعْضُهُم بَعضًا، ثُمَّ يَبقَى في الأَرضِ أَربَعِينَ سَنَةً، ثم يَموتُ ويُصلِّي عَليه المسلمون ويدفنوه».
كذا في هذا الحديث في مُكثِ عِيسى بنِ مَريمَ عَلى الأرضِ بَعد نُزُولِه أربعين سنة، وقد خَالَفه عبدُ اللهِ بنُ عمرو، عن النبي ﷺ، وذلك فِيمَا،
(١) أخرجه ابن حبان (٦٨٢٢)، من طريق شيبان -هو ابن عبد الرحمن-، به.
(٢) «مسند أبو داود الطيالسي» (٢٦٩٨).
1 / 181