أما قصة الحجل فقال ابن سعد: أخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: إن ابنة حمزة لتطوف بين الرجال إذ أخذ علي بيدها فألقاها إلى فاطمة في هودجها فاختصم فيها علي وجعفر وزيد ابن حارثة حتى ارتفعت أصواتهم فأيقظوا النبي صلى الله عليه وسلم من نومه قال: «هلموا أقض بينكم فيها وفي غيرها» فقال علي: ابنة عمي وأنا أخرجتها وأنا أحق بها. وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها عندي، وقال زيد: ابنة أخي. فقال في كل واحد قولا رضيه فقضى بها لجعفر وقال: «الخالة والدة». فقام جعفر وحجل حول النبي صلى الله عليه وسلم. دار عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما هذا»؟ قال: شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم.
وأما قصة الغالية فأخرج ابن عدي في الكامل بسند ضعيف عن جابر قال: أهدى النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قارورة غالية. وكان أول من عمل له الغالية.
وينبغي أن يعد مع ذلك الزباد أيضا. وقد كنت أظن أن الزباد لم يرد في حديث وقررت ذلك في مقامة لي في الطيب ثم رأيته ورد في حديث، قال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمر بن سعيد بن العاص قال: قالت أم حبيبة: رأيت في النوم كأن عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهه ففزعت فقلت: تغيرت والله حاله، فإذا هو يقول حيث أصبح: يا أم حبيبة إني نظرت في الدين فلم أر دينا خيرا من النصرانية. فقلت: والله ما خير لك، وأخبرته بالرؤيا التي رأيت فلم يحفل بها وأكب على الخمر حتى مات. فأرى في النوم كأن آتيا يقول: يا أم المؤمنين، ففزعت فأولتها [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوجني. قالت:] فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت علي فقالت: إن الملك يقول لك: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجكه. فقالت: بشرك الله بخير، قالت: يقول لك الملك: وكلي من يزوجك. فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته وأعطت أبرهة [سوارين] من فضة وخدمتين كانتا في رجلها وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها.
صفحه ۴۹