ذكر ما أتى العرب من أرض الحبشة
قال العسكري في الأوائل: قال الحافظ: زعم الهيثم بن عدي أن أربعة أشياء أتت قريشا والعرب من أرض الحبشة: الغالية، وحمل النساء في النعوش إذا متن، والمصحف الذي له دفتان، وصداق أربعمائة دينار انتهى.
قلت: ويزاد الخامس وهو الحجل بين أيدي الملوك، وأنا أذكر أدلة ذلك: أما قصة النعوش فأخرج الطبراني في الأوسط عن أسماء بنت عميس، أن ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم توفيت، وكانوا يحملون الرجال والنساء على الأسرة سواء فقلت: يا رسول الله إني كنت في الحبشة وهم يجعلون للمرأة نعشا فوقه أضلاع يكرهون أن يوصف شيء من خلقها أفلا أجعل لابنتك نعشا مثله؟ فقال: اجعليه، فهي أول من جعل نعشا في الإسلام لرقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن حسين عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: فاطمة أول من جعل لهما النعش عملته لها أسماء بنت عميس، كانت قد رأته يصنع في الحبشة.
وقال ابن سعد: أخبرنا عارم بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب عن نافع وغيره: أن الرجال والنساء كانوا يخرجون بهم سواء فلما ماتت زينب بنت جحش أمر عمر مناديا فنادى ألا يخرج على زينب إلا ذو محرم من أهلها، فقالت بنت عميس يا أمير المؤمنين ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه لنسائهم!
صفحه ۴۷