9
وإنما هو حداد
10
متصل وألم يقفو
11
بعضه بعضا، منه اللاذع ومنه الهادئ، حتى كان هذا اليوم المنكر الذي لم تعرف الأسرة يوما مثله، والذي طبع حياتها بطابع من الحزن لم يفارقها، والذي ابيض له شعر الأبوين جميعا، والذي قضى على هذه الأم أن تلبس السواد إلى آخر أيامها، وألا تذوق للفرح طعما، ولا تضحك إلا بكت إثر ضحكها، ولا تنام حتى تريق بعض الدموع، ولا تفيق من نومها حتى تريق دموعا أخرى،
12
ولا تطعم فاكهة حتى تطعم منها الفقراء والصبيان، ولا تبتسم لعيد، ولا تستقبل يوم سرور إلا وهي كارهة راغمة.
كان هذا اليوم يوم 21 أغسطس من سنة 1902، وكان الصيف منكرا في هذه السنة، وكان وباء الكوليرا قد هبط إلى مصر ففتك بأهلها فتكا ذريعا،
13
صفحه نامشخص