فقال حمدان بحزن: ذهبنا مرة نستجدى بعض حقنا فكان ما كان.
وإذا بعبدون الصغير يصيح: علام نخاف وليس هناك أسوأ مما نحن فيه؟!
فقال حمدان كالمعتذر: لست أخاف على نفسي ولكني أخاف عليكم.
فقال جبل بازدراء: سأذهب إلى الناظر وحدي.
فقال دعبس وهو يتزحزح مقتربا من مجلسه: ونحن معك، لا تنسوا أن الجبلاوي وعده بالنجاح!
فقال جبل: سأذهب وحدي عندما أقرر الذهاب، ولكنني أريد أن أطمئن إلى أنكم ستكونون ورائي وحدة متماسكة خليقة بمواجهة الشدة والصمود لها!
ووثب عبدون واقفا في حماس وهتف: وراءك حتى الموت!
وانتقل حماس الغلام إلى دعبس وعتريس وضلمة وفوانيس. وتساءل رضوان الشاعر بشيء من المكر: إن كانت زوجة جبل تدري بما جاء زوجها من أجله، فقص جبل عليهم كيف أنه أفضى بسره إلى البلقيطي، وكيف نصحه الرجل بتقدير العواقب، وكيف أصر على العودة إلى حارته، وكيف اختارت زوجه أن تسير معه إلى النهاية.
وعند ذاك قال حمدان بصوت أنبأ بأنه مع الآخرين: ومتى تذهب إلى الناظر؟
فأجاب جبل: عندما تنضج خطتي.
صفحه نامشخص