فالله سبحانه هو المتصف بجميع ذلك ، فهو أولى به فهو سبحانه الملك ، وله الملك ، فكل تحية تحي بها ملك من سجود أو ثناء ، أو بقاء ، أو دوام فهي لله على الحقيقة ؛ ولهذا أتى بها مجموعة معرفة بالألف واللام إرادة للعموم ، وهي جمع تحية ، تحيا بها الملوك ، وهي " تفعلة" من الحياة ، وأصلها " تحييه" على وزن " تكرمه" ، ثم أدغم إحدى اليائين في الآخر فصارت " تحية " فإذا كان أصلها من الحياة ، والمطلوب منها لمن تحي بها دوام الحياة ، كما كانوا يقولون لملوكهم :
لك الحياة الباقية ، ولك الحياة الدائمة.
وبعضهم يقول : عش عشرة آلاف سنة.
واشتق منها :
أدام الله أيامك أو أيامه ، وأطال الله بقاءك.
ونحو ذلك مما يراد به دوام الحياة والملك ، فذلك جميعه لا ينبغي إلا لله الحي القيوم الذي لا يموت.
الذي كل ملك سواه يموت ، وكل ملك سوى ملكه زائل.
عطف الصلوات والطيبات
ثم عطف عليها الصلوات بلفظ الجمع والتعريف ؛ ليشمل ذلك كلما أطلق عليه لفظ الصلاة خصوصا وعموما ، فكلها لله ولا تنبغي إلا له ،فالتحيات له ملكا ، والصلوات له عبودية واستحقاقا ، فالتحيات لا تكون إلا لله ، والصلوات لا تنبغي إلا له .
ثم عطف عليها بالطيبات ، وهذا يتناول أمرين : الوصف والملك.
فأما الوصف : فإنه سبحانه طيب ، وكلامه طيب ، وفعله كله طيب ، ولا يصدر منه إلا طيب ، ولا يضاف إليه إلا الطيب ، ولا يصعد إليه إلا الطيب.
صفحه ۲۴