* وأمور منها : هو غير قادر على فعلها مع كونه مريد لها ، فهو محتاج في هدايته إلى إقدار عليها.
* وأمور منها : هو غير قادر عليها ولا مريد لها ، فهو محتاج إلى خلق القدرة عليها والإرادة لها لتتم له الهداية.
* وأمور : هو قائم بها على وجه الهداية اعتقادا وإرادة ، وعلما وعملا ، فهو محتاج إلى الثبات عليها واستدامتها ، فكانت حاجته إلى سؤال الهداية أعظم الحاجات ، وفاقته إليها أشد الفاقات ، ولهذا فرض عليه الرب الرحيم هذا السؤال على العبيد كل يوم وليلة في أفضل أحواله ، وهي الصلوات الخمس ، مرات متعددة ، لشدة ضرورته وفاقته إلى هذا المطلوب.
* ثم بين أن سبيل أهل هذه الهداية مغاير لسبيل أهل الغضب وأهل الضلال ، وهو اليهود ، والنصارى وغيرهم .
فانقسم الخلق إذن إلى ثلاثة أقسام بالنسبة إلى هذه الهداية :
منعم عليه : بحصولها له واستمرارها وحظه من المنعم عليهم ، بحسب حظه من تفاصيلها وأقسامها.
وضال : لم يعط هذه الهداية ولم يوفق لها .
ومغضوب عليه : عرفها ولم يوفق للعمل بموجبها.
فالضال : حائد عنها ، حائر لا يهتدي إليها سبيلا.
والمغضوب عليه : متحير منحرف عنها ؛ لانحرافه عن الحق بعد معرفته به مع علمه بها.
فالأول المنعم عليه قائم بالهدى ، ودين الحق علما وعملا واعتقادا والضال عكسه ، منسلخ منه علما وعملا.
والمغضوب عليه لا يرفع فيها رأسا ، عارف به علما منسلخ عملا ، والله الموفق للصواب.
ولولا أن المقصود التنبيه على المضادة والمنافرة التي بين ذوق الصلاة ، وذوق السماع ، لبسطنا هذا الموضوع بسطا شافيا ، ولكن لكل مقام مقال ، فلنرجع إلى المقصود.
عبودية التأمين ورفع اليدين
وشرع له التأمين في آخر هذا الدعاء تفاؤلا بإجابته ، وحصوله ، وطابعا عليه ، وتحقيقا له ، ولهذا اشتد حسد اليهود للمسلمين عليه حين سمعوهم يجهرون به في صلاتهم.
صفحه ۱۷