44

في منتصف العشاء، نهضت ميليسينت فجأة وقالت: «سأذهب إليها، من الأفضل أن تكون أكثر حفاظا على المواعيد ليلة زفافها.»

قالت موريل: «يمكنني أن أصحبك.»

رفضت ميليسينت صحبتها وشكرت لها عرضها؛ فاثنتان ستجعلان الموقف أسوأ مما هو عليه.

أي موقف؟

لم تكن تعرف.

قطعت الحقل وحدها. كان الجو دافئا، والباب الخلفي لبيت دوري مفتوحا على مصراعيه. بين البيت والمكان الذي كانت تحتله الحظيرة، كان هناك بستان من أشجار الجوز التي ما زالت فروعها عارية؛ إذ إن أشجار الجوز من بين الأنواع التي يتأخر فيها نمو الأوراق. بدت أشعة الشمس الحارقة التي تتسلل من بين الفروع العارية غير طبيعية. قدماها لم تصدران أي صوت على العشب.

وهناك على المنصة الخلفية استقر كرسي ألبرت القديم ذو الذراعين، الذي لم يوضع بالداخل طوال الشتاء.

خطر لها أن دوري ربما تعرضت لحادث، حادث يرتبط ببندقيتها، ربما أثناء تنظيفها لها، فهذا حادث شائع بين الناس. أو لعلها مستلقية في الحقل في مكان ما. لعلها مستلقية في الغابات بين أوراق الأشجار العتيقة الميتة والكراث ونبات الدموية. ربما تعثرت أثناء عبورها لحاجز ما. ربما اضطرت للخروج مرة أخيرة. وبعدها، وبعد كل المحاولات الآمنة، انطلقت رصاصة من البندقية. لم تحدو ميليسينت أي مخاوف كهذه من قبل بشأن دوري، وكانت موقنة بطريقة ما أن دوري حريصة جدا وبارعة جدا. لا بد أن ما حدث العام الجاري فتح الباب على مصراعيه لكل الاحتمالات. عرض الزواج، الذي جاء كضربة حظ، يمكن أن يجعل المرء يؤمن بالكوارث أيضا.

تحت ستار هذه الخيالات المفزعة التي تصارعت في رأسها، أخفت ميليسينت ما كانت تخشاه حقا.

نادت اسم دوري عند الباب المفتوح، وكانت متأهبة جدا للصمت الذي سيجيبها، صمت خبيث ولامبالاة من بيت خلا مؤخرا من شخص تعرض لكارثة (أو ربما لم يخل بعد من جثة ذاك الشخص الذي تعرض لتلك الكارثة، أو ربما عرض نفسه لها)؛ كانت مستعدة لأسوأ السيناريوهات لدرجة أنها صدمت، وبالكاد حملتها قدماها إذ وقعت عيناها على دوري نفسها ترتدي بنطالها وقميصها القديمين.

صفحه نامشخص