حدث آرثر نفسه أنه لو حدث الشيء نفسه في منطقة والي، لتوقعت جين عدم حضوره. كانت هذه آخر خاطرة علقت بذهنه لفترة طويلة.
قال وقد أصابته الدهشة: «لم تكن السيدة فير لتغسل ملابسي، كانت تخشى أن تمسها.»
قالت أمينة المكتبة بنبرة مرتعشة وخجولة، لكنها واثقة: «أعتقد أن ما قمت به كان عملا مميزا.»
أحدثت الأمطار جلبة مستمرة أعفته من الرد عليها، حينئذ وجد أنه من السهل أن يلتفت وينظر إليها؛ كان جانب وجهها مضيئا إضاءة خافتة بفعل ماء المطر الذي يسيل على النوافذ، وكانت تعبيرات وجهها هادئة وتوحي باللامبالاة، أو هكذا بدت له. أدرك أنه لم يكن يعرف عنها شيئا تقريبا؛ لم يكن يعرف أي نوع من البشر هي حقا، وأي أسرار تخفيها! لم يستطع حتى أن يقدر قيمته بالنسبة إليها، كل ما عرفه هو أن له شيئا من القيمة لديها، ولم تكن قيمته تقليدية.
عجز عن وصف الشعور الذي أحسه ناحيتها كعجزه عن وصف رائحة ما. كان هذا الشعور أشبه بسريان الكهرباء في الجسد، وبحبات القمح المحترقة. لا، إنه أشبه بالبرتقال اللاذع! لقد عجزت عن وصفه.
لم يكن يتخيل قط أن يجد نفسه في موقف كهذا، يسيطر عليه هوس واضح. لكن بدا أنه كان مهيأ لهذا الموقف، فمن دون أن يعيد النظر في الأمر، ومن دون حتى أن يفكر، حدث نفسه قائلا: «آمل أن ...»
تكلم بصوت خافت جدا لدرجة أنها لم تسمعه.
ثم رفع صوته وقال: «آمل أن نتزوج!» نظرت إليه وضحكت، لكنها أحكمت زمام نفسها، وقالت: «معذرة! آسفة، أضحكني ما كان يدور بخلدي.»
سألها: «وماذا كان يدور بخلدك؟» «حدثت نفسي أن هذه هي آخر مرة سأراك فيها.»
قال آرثر: «إنك مخطئة.»
صفحه نامشخص