اسلحه هستهای: مقدمهای خیلی کوتاه
الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدا
ژانرها
وبهذا ذهب معارضو برامج الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية إلى أنه لو تسببت منظومة دفاعية صاروخية تغطي البلاد بأسرها في جعل العدو يفكر في شن ضربة أولى، أو في الحث على سباق تسلح في الفضاء الخارجي، أو في انتشار الصواريخ البالستية وأسلحة الدمار الشامل، فسيقل كثيرا مقدار ما يتمتع به الأمريكيون من أمن. وقد حث هؤلاء على نحو متكرر على عدم التضحية بأنشطة الحد من الأسلحة الاستراتيجية لصالح البحث المكلف المشكوك في جدواه عن حلول تكنولوجية، أو تبديد هذه الجهود في مغامرات أحادية الجانب.
المشاريع الدفاعية الصاروخية السوفييتية
حفز الاحتكار الأمريكي للقنابل النووية في أواخر الأربعينيات - وامتلاك الولايات المتحدة للقاذفات القادرة على توصيل هذه القنابل - الاتحاد السوفييتي على التركيز على المنظومات الدفاعية. وفي عام 1947 بدأ السوفييت في تجريب صواريخ مضادة للطائرات مبنية على نماذج الصواريخ الألمانية المستخدمة في الحرب العالمية الثانية. وفي النهاية - في الخامس والعشرين من مايو 1953 - نجح الصاروخ السوفييتي «في 300» ومنظومة التوجيه الراداري في إسقاط قاذفة من طراز «تي يو 4» بدون طيار. وبعدها بستة أشهر بدأ تشييد منظومة دفاعية صاروخية مضادة للطائرات (تحت اسم «إس 5») حول موسكو من أجل حماية المدينة مما يصل إلى ألف قاذفة هجومية، وفي 1956 هيئت الحلقة الدفاعية لتلقي أول المنظومات السوفييتية الدفاعية المضادة للصواريخ البالستية (المسماة «إيه 35» أو «جالوش») بحلول نوفمبر 1967. بيد أن الاختبارات الخاصة بالصواريخ الاعتراضية «إس 350» المستخدمة في هذه المنظومة أشارت إلى أنه لن يواكب الناقلات العائدة ذات الرءوس المتعددة فردية التوجيه التي طورتها الولايات المتحدة حديثا. فكل صاروخ أمريكي بالستي عابر للقارات من هذا النوع (يشار له باسم «الناقلة») يستطيع الآن حمل العديد من الصواريخ الخداعية الزائفة إضافة إلى ثلاثة أو أكثر من الرءوس الحربية النووية.
في الوقت ذاته قرر السوفييت عام 1974 تطوير منظومة الدفاع الصاروخية «إيه 135» لتحل محل المنظومة «إيه 35». كانت المنظومة «إيه 135» قد صممت لاعتراض إما صاروخ واحد من الصواريخ البالستية العابرة للقارات أو صاروخ متعدد، وكان من المقرر أن تكون ذات قدرة دفاعية مزدوجة. الطبقة الأولى من هذه الصواريخ الاعتراضية المنطلقة من منصات المنظومة «إيه 350» من شأنها أن تهاجم الصواريخ البالستية العابرة للقارات وهي خارج الغلاف الجوي، أما الطبقة الثانية من منصات إطلاق المنظومة «إيه 350» فمن شأنها أن تتعامل مع الصواريخ البالستية العابرة للقارات وهي داخل الغلاف الجوي. واجهت منظومة الطبقة الأولى صعوبة في تحديد مواضع الرءوس الحربية والتمييز بين الخداعي منها والفعلي، وهي أعقد مشكلة تواجه أي منظومة صاروخية مضادة للصواريخ البالستية. وفي أعقاب الاختبارات الناجحة لمنظومة الطبقة المزدوجة في ساري شاجان في عامي 1975 و1976، أمر وزير الدفاع بتشييد سبعة مواقع للمنظومة «إيه 135» حول موسكو، بداية من منظومة الرادار متعددة الاستخدامات التي تحمل اسم «دون 2 إن» في 1978 والمئات من صوامع الصواريخ المعززة التي بدأت في عام 1981 واكتملت في نوفمبر 1987. إلا أن المنظومة «إيه 135» لم تعمل على نحو كامل إلا في حدود عام 1997.
لا تزال ثقة الروس قليلة في قدرة منظومات الصواريخ المضادة للصواريخ العابرة للقارات على منع اختراق أي من هذه الصواريخ البالستية لأراضيهم. وبالتبعية فقد ركز الروس منذ نهاية الحرب الباردة على تحسين صواريخهم البالستية العابرة للقارات وتزويدها بالرءوس الخداعية للتغلب على أي من المنظومات الأمريكية المضادة للصواريخ البالستية .
تسبب التطوير غير المقيد من طرف الولايات المتحدة للصواريخ الجوالة ذات الرءوس النووية - والتي يمكن إطلاقها من القاذفات أو الغواصات - في مواجهة الاتحاد السوفييتي لتهديدات جديدة. فبعد الإطلاق تستطيع الصواريخ الأمريكية الجوالة الطيران على ارتفاعات منخفضة، وهو ما يمكنها من دخول الأراضي السوفييتية دون أن ترصد من جانب الرادارات السوفييتية الحالية، ويمكنها أيضا من اختراق العمق السوفييتي وتدمير الصواريخ البالستية العابرة للقارات وهي في صوامعها.
لحماية صوامع الصواريخ العابرة للقارات علاوة على القطاعات الإدارية والصناعية من الصواريخ الجوالة، سعى العلماء السوفييت بين عامي 1975 و1980 لتطوير منظومة دفاعية لمسرح العمليات توظف منظومة صواريخ أرض-جو موحدة متعددة القنوات؛ المسماة بالمنظومة «سام 300». تستطيع المنظومة «إس 300 في» حماية الوحدات الأرضية للجيش السوفييتي، بينما تستطيع المنظومة «إس 300 إف» الدفاع عن السفن البحرية، فيما تحمي المنظومة «إس 300 بي» قوات الدفاع الجوي. كانت معدات ومنصات الإطلاق الخاصة بالمنظومة «إس 300 بي» تحمل على منصات مقطورة متحركة مربوطة بكابلات، وكان يطلق عليها الاسم «إس 300 بي تي». وفي عام 1980 نشرت المنظومة «إس 300 بي تي» التي تستخدم صواريخ أرض-جو من طراز «5 في 55» حول موسكو لمساعدة المنظومة «إيه 135». ظلت المنظومة «إس 300 بي تي» في موقعها حتى عام 1985، حين حلت محلها المنظومة المحدثة «إس إس 300 بي إم» المحمولة على قاطرات ذاتية الدفع مصممة لاجتياز أي منطقة ومتصلة اتصالا لاسلكيا بمراكز القيادة والتحكم.
في عامي 2005 و2006 بدأت القوات الجوية الروسية في الاستغناء عن منظومات «إس 300 بي» واستخدام منظومات الصواريخ أرض-جو التي تحمل الاسم «إس 400» («إس إيه 20 ترايمف» حسب تسمية حلف شمال الأطلسي) المزودة بصاروخ اعتراضي طويل المدى من طراز «48 إن 6 دي إم» مصمم من أجل تدمير الطائرات والصواريخ الجوالة والصواريخ البالستية قصيرة المدى ومتوسطة المدى، وذلك في مدى يصل إلى 400 كيلومتر (250 ميلا). كانت المنظومة «إس 400» تزيد بمرتين ونصف مقدار ما كانت تتمتع به المنظومة «إس 300 بي» من مدى وبمرتين مقدار منظومة «باتريوت أدفانسد كيبابليتي 3» الأمريكية. وستجهز المنظومة بصواريخ اعتراضية خفيفة الوزن من طراز «9 إم 96» مداها يصل إلى 120 كيلومترا (75 ميلا) لاعتراض الأهداف التي تطير على ارتفاعات منخفضة. وكما أوردت دورية «جينز ميسايلز آند روكتس» بعد ذلك فإنه في نهاية المطاف ستزود جميع الأفواج الخمسة والثلاثين بالمنظومة الجديدة، والتي سيتم استخدامها لحماية المراكز السكانية الكبيرة علاوة على التجمعات الصناعية والعسكرية.
عمدت موسكو إلى تسويق المنظومة «إس 400» بكل قوة عبر أنحاء آسيا وأوروبا والشرق الأوسط. وبين عامي 2003 و2004 أنفقت الصين نحو 500 مليون دولار على منظومات «إس 400» مستقبلية. بالإضافة لذلك، عرضت روسيا المنظومة «إس 400» على الإمارات العربية المتحدة، وثمة تكهنات بأن إيران - تلك القوة النووية المحتملة - تسعى حاليا إلى الحصول على صواريخ المنظومة «إس 400». وما إن أكملت المنظومة «إس 400» اختباراتها النهائية ودخلت مرحلة الإنتاج، كان من المتوقع أن تصير من أعلى المنظومات الدفاعية الصاروخية طلبا على مستوى العالم. لكن كما أثبتت منظومات الصواريخ باتريوت الأمريكية في حربي الخليج، لا تزال المنظومات الأمريكية والروسية تعاني من نقاط ضعف ولا يمكنها أن تضمن منع جميع الصواريخ الجوالة أو الصواريخ قصيرة المدى التي قد يطلقها العدو.
أول نشر أمريكي لمنظومات الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية
صفحه نامشخص