قال في الخطبة:
واستقلت من هذا المقام الذي فيه يحار الفهم، ويفرط الوهم، ويسبر غور العقل، وتتبين قيمة المرء في الفضل، ويضطر صاحبه إلى أن يكون كحاطب ليل، أو جالب رجل وخيل، وقلما سلم مكثار أو قيل له عثار.
وقال فيها:
وأرجو أن لا أكون في هذا الهذر الذي أوردته والمورد الذي توردته، كالباحث عن حتفه بظلفه، والجادع مارن أنفه بكفه.
وقال في المقامة الخامسة الكوفية:
رب آكلة هاضت الآكل، وحرمته مآكل.
وشر الأضياف من سام التكليف، وآذى المضيف. خصوصا أذى يعتلق بالأجسام، ويفضي إلى الأسقام. وما قيل في المثل الذي سار سائره: خير العشاء سوافره، إلا ليعجل التعشي، ويجتنب أكل الليل الذي يعشي ...
قال الشارح: معنى هاضت ضعفت وأدخلت عليه هيضة، وهي القيء والإسهال. وأصل المثل: رب أكلة تمنع أكلات.
وقال في المقامة التاسعة الإسكندرية:
غشيتني ندامة الفرزدق حين أبان النوار، والكسعي لما استبان النهار.
صفحه نامشخص