چهل حدیث
الاربعون حديثا
ژانرها
والمعرفة ، والكبر وليد الجهل وانعدام المعرفة . فامسح عن نفسك عار الجهل والانحطاط ، واتصف بصفات الانبياء ، واترك صفات الشيطان ، ولا تنازع الله في ردائه الكبرياء فمن ينازع الحق في ردائه فهو مغلوب ومقهور بغضبه ، ويكب على وجهه في النار .
واذا عزمت على اصلاح نفسك ، فطريقه العملي ، امر يسير مع شيء من المثابرة ، وانه طريق لو اتصفت بهمة الرجال وحرية الفكر وعلو النظر ، فلن تصادفك اية مخاطر . فان الاسلوب الوحيد للتغلب على النفس الامارة ، وقهر الشيطان ، ولاتباع طريق النجاة ،هو العمل بخلاف رغباتهما . انه لا يوجد سبيل افضل لقمع النفس من الاتصاف بصفة التواضع ومن السير وفق مسيرة المتواضعين فحيثما تكن درجة التكبر عندك ، ومهما تكن طريقتك في العلم والعمل ، اعمل قليلا بخلاف هوى نفسك ، فان مع الالتفات الى الملاحظات العلمية تجاه التكبر ، والانتباه الى النتائج المطلوبة . فاذا رغبت نفسك بان تتصدر المجلس متقدما على اقرانك ، فخالفها واعمل عكس ما ترغب فيه . واذا كانت نفسك تانف من مجالسة الفقراء والمساكين ، فمرغ انفها في التراب وجالسهم ، وآكلهم ، ورافقهم في السفر ، ومازحهم وقد تجادلك نفسك فتقول لك : ان لك مقاما ومنزلة ، وان عليك ان تحافظ على مقامك من اجل ترويج الشريعة والعمل في سبيلها ، فمجالستك الفقراء تذهب بمنزلتك من القلوب ، وان المزاح مع من هو دونك ، يقلل من عظمتك ، وجلوسك في ذيل المجلس يحط من هيبتك ، فلا تقدر ان تؤدي واجبك الشرعي على خير وجه !! اعلم ، ان هذه كلها من مكائد الشيطان والنفس الامارة . لقد كان مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا من حيث الرئاسة والمركز ارفع منك ، ومع ذلك كانت سيرته هي التي قراتها وسمعت بها .
لقد عاصرت شخصيا من العلماء من كانت لهم الرئاسة والمرجعية الدينية كاملة في دولة واحدة ، بل ولكل الشيعة في العالم وكانت سيرتهم تلي سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
منهم ، الاستاذ المعظم والفقيه المكرم الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي حيث كانت له رئاسة الشيعة ومرجعيتهم من 1340 ه (1) حتى 1355 ه (2) . كانت سيرته عجيبة ، كان يرافق الخدم في السفر ، ويؤاكلهم ، ويفترش الارض ، ويمازح صغار الطلبة . وخلال ايام مرضه في اواخر حياته ، كان يخرج بعد المغرب يتمشى في الشارع وقد لف راسه بقطعة قماش بسيطة متنعلا حذاءا بسيطا من دون اي اهتمام بالمظهر ، وكان هذا يزيد من وقعه في القلوب ، من دون ان تصاب هيبته باي اعتراض او وهن .
صفحه ۱۰۱