چهل حدیث
الاربعون حديثا
ژانرها
الاربعون حديثا :100
اما حال جهنم التي تكون بعد يوم القيامة فامرها معلوم ايضا . انك تسمع اخبارا عن جهنم ! ان النار ليست وحدها عذاب جهنم . فلو ان بابا منها انفتحت على عينيك وعلى هذا العالم لهلك اهلها خوفا . وكذلك لو انفتحت باب اخرى على اذنيك ، واخرى على خياشيمك ، لو ان ايا منها فتح على اهل هذا العالم لهلكوا جميعا من شدة العذاب .
يقول احد علماء الآخرة : مثلما ان حرارة جهنم اشد ما تكون ، كذلك برودتها اشد ما تكون . والله تعالى قادر على ان يجمع الحرارة والبرودة معا . هكذا هي نهاية حالك .
اذا ، فالذي اوله عدم غير متناه ، وهو منذه ان يضع قدمه في الوجود تكون جميع تطوراته قبيحة وغير جميلة ، وكل حالاته مخجلة ، وكل من دنياه وبرزخه وآخرته افجع من الاخرى ، بم يتكبر ؟ باي جمال او كمال يتباهى ؟ ان من كان جهله اكبر وعقله اصغر كان تكبره اكثر ، ومن كان علمه اكثر وروحه اكبر وصدره اوسع ، كان تواضعه اكثر .
النبي الكريم صلى لله عليه وآله وسلم الذي كان علمه من الوحي الالهي ، وكانت روحه من العظمة بحيث انها بمفردها غلبت نفسيات كل البشر ، ان هذا النبي قد وضع جميع العادات الجاهلية والاديان تحت قدمية ، ونسخ جميع الكتب ، واختتم دائرة النبوة بشخصه الكريم ، وكان هو سلطان الدنيا والآخرة والمتصرف في جميع العوالم باذن الله ، ومع ذلك كان تواضعه مع عباد الله اكثر من اي شخص آخر . كان يكره ان يقوم له اصحابه احتراما ، واذا دخل مجلسا لم يتصدر ، ويتناول الطعام جالسا على الارض قائلا : انني عبد ، آكل مثل العبيد واجلس مجلس العبيد .
لقد نقل عن الامام الصادق عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحب ان يركب الحمار من دون سرج ، وان يتناول الطعام مع العبيد على الارض ، وكان يعطي الفقراء بكلتا يديه . كان ذلك الانسان العظيم يركب الحمار مع غلامه او غيره ، ويجلس على الارض مع العبيد . وفي سيرته انه كان يشترك في اعمال المنزل ، ويحتلب الاغنام ، ويرقع ثيابه ويخصف نعله بيده ، ويطحن مع خادمه ويعجن ، يحمل متاعه بنفسه ، ويجالس الفقراء والمساكين وياكل معهم . هذه وامثالها ، نماذج من سيرة ذلك الانسان العظيم وتواضعه ، مع انه فضلا عن مقامه المعنوي كان في اكمل حالات الرئاسة الظاهرية .
وهكذا قد اقتدى به امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، اذ كانت سيرته من سيرته صلى الله عليه وآله وسلم .
فيا ايها العزيز ! اذا كان التكبر بالكمال المعنوي ، فقد كانا الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم والامام علي عليه السلام ارفع شانا ، واذا كان بالرئاسة والسلطان ، فقد كانت لهما الرئاسة الحقة . ومع ذلك ، كانا اشد الناس تواضعا . فاعلم ، ان التواضع وليد العلم الاربعون حديثا :101
صفحه ۱۰۰