96- أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن محمد بن طرخان الصالحي بقراءتي عليه قال: أنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم المقدسي، أخبرنا بركات ابن إبراهيم القرشي، أنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، أنا أبو علي أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر، أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زيد، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد الباروذي بالرملة، ثنا حميد بن عياش السافري، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما حضرته الوفاة أرسل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: ((إني أوصيك بوصية إن أنت قبلتها عني، إن لله عز وجل حقا بالليل لا يقبله بالنهار، وإن لله عز وجل حقا بالنهار لا يقبله بالليل، وإنه عز وجل لا يقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة، ألم تر أنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة في اتباعهم الحق في الدنيا، وثقل ذلك عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا حق أن يتثقل. ألم تر أنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة في اتباعهم الباطل، وخفة ذلك عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يخف. ألم تر أن الله أنزل آية الرخاء عند آية الشدة، وآية الشدة عند آية الرخاء ؛ لكي يكون العبد راغبا راهبا، لا يلقي بيديه إلى التهلكة، لا يتمنى على الله غير الحق، فإن أنت حفظت وصيتي فلا يكون غائب أحب إليك من الموت، ولا بد لك منه، وإذا أنت ضيعت وصيتي فلا يكون غائب أبغض إليك من الموت، ولن تعجزه)).
97- أنشدني العلامة الأوحد فريد عصره أبو الثناء محمود بن سليمان بن فهد الحلبي بقراءتي عليه لنفسه يمدح سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم:
عسى وقفة بالركب يا حادي الركب ... لأسأل ما بين المحامل عن قلبي
فعهدي به لما استلقت ركابكم ... وقد قال للساري إلى طيبة سر بي
تناديتم عند الأصايل بالسرى ... سحيرا فلباكم على عجل لبي
وخلفتم المضنى على وصف دمعه ... غراما فقل ما شئت في الصب
ويممتم أرض الحجاز فحسبكم ... بلغتم مناكم والأسى بعدكم حسبي
كلانا سواء في السهاد وإنما تدانى ... بكم وولى السهاد إلى القرب
غدا يبلغ الساري مناه وينقضي ... عناه ويخلو بالأسى الوادع الجنب
وهل وادع في القوم من عقد الجوى ... لجفنيه ما بين الأساود والهدب
يقول لريح ظن أن قد سرت بهم ... أرحت الجوى هبي على كبدي هبي
وقد تعقد الأقدار من قل حظه ... على أنه وافى الهوى واقد الحب
ولكنني لم أتهم في تأخري على ... كثرة الأسباب شيئا سوى ذنبي
ولولاه ما نادى المنادي إلى الحمى ... وما أنا في أولي الركائب والركب
فإن تعبت الأيام لم يبق لي إذا ... بلغت المنى منهم على الدهر من عتب
صفحه ۳۳۳