100

اقمار مشتری

أقمار المشتري

ژانرها

تمكن جاك من الدوران بكرسيه بحركة عنيفة وخرقاء. ووقفت شارلوت. وحملت السيدة كروس نفسها على الكلام. «نعم، من الأفضل أن تقليه إلى مهجعه الآن. من الأفضل أن يعود لمهجعه ويهدأ ويتوب عن تصرفاته المشينة. من الأفضل أن يفعل ذلك.»

أصدر جاك صوتا ساخرا القصد منه فيما يبدو أن يوحي بأن السيدة كروس تملي على شارلوت ما كانت ستفعله شارلوت على أية حال؛ كانت السيدة كروس تتظاهر وحسب بالسيطرة على مجريات الأمور. فأمسكت شارلوت بالكرسي المتحرك، وأخذت تدفعه باتجاه الباب، وزمت شفتيها الباسمتين محاولة التركيز وهي تتجنب الاصطدام برفوف المكتبة وصندوق الفراشات المتكئ على الجدار في طريقها للخارج. ربما كان من الصعب عليها توجيه كرسيه المتحرك، وربما كان لديها مشكلة في الأفعال الانعكاسية العادية وتوازنات جسدها فلم تستطع التعويل عليها من الأساس. لكنها بدت سعيدة؛ إذ رفعت يدها لتحيتهما وأطلقت العنان لابتسامتها، وانطلقت إلى الممر. كانت تشبه تماما واحدة من تلك الدمى العتيقة، لا من النوع الذي اعتادت السيدتان كروس وكيد على حيازته، ولكن الدمى التي كانت أمهما تلهوان بها؛ دمى بأجساد طويلة رخوة، ووجوه وردية وبيضاء، وشعر مجعد مصفف على الطريقة الصينية، وابتسامات خليقة بسيدة نبيلة. ظل جاك مشيحا بوجهه؛ والجزء الذي استطاعت السيدة كروس أن تراه منه كان مضرجا بحمرة شديدة.

قالت السيدة كيد عندما رحلا: «سيكون من السهل على أي رجل أن ينال من شارلوت ما يريد.»

قالت السيدة كروس بنبرة جافة مع أن صوتها كان مرتعدا: «لا أعتقد أنه يمثل مصدر خطر كبير.»

تطلعت السيدة كيد على لوح لعبة سكرابل والأحرف المبعثرة على الأرضية كلها.

وقالت: «لن ننجح إن حاولنا جمع هذه الأحرف. إذا حاولت إحدانا أن تنحني، فسيغشى عليها.» وصدقت.

قالت السيدة كروس بعد أن أمست تتحكم في نبرة صوتها الآن: «يا لنا من عجوزين عديمتي الفائدة، ألسنا كذلك؟» «لن نحاول جمعها. عندما تأتينا الفتاة بالعصير، سأطلب إليها أن تجمعها. لا حاجة لأن نروي ما حدث. هذا ما سنفعله. لن ننحني لجمعها ونكسر أنفينا.»

أحست السيدة كروس بقلبها يخفق بشدة. كان قلبها أشبه بغراب عجوز كسيح يتخبط داخل صدرها؛ فعقدت يديها محل قلبها كي تقبض عليه.

قالت السيدة كيد دون أن تشيح بناظريها عن وجه السيدة كروس: «حسنا، إنني لم أحك لك أبدا، لا أحسب أنني قلت لك. لم أخبرك قط بما حدث عندما نهضت من السرير سريعا في شقتي، ووقعت على وجهي وأغشي علي. من حسن الحظ أن جارتي في الشقة السفلى كانت موجودة في بيتها، وسمعت صوت ارتطامي بالأرض، فاستدعت ذاك الرجل، لا أذكر ما يطلقون عليه؛ نعم، المشرف على العقار. فدلفا إلى الشقة ووجدا حرارتي منخفضة جدا، فاتصلا بالإسعاف. لا أذكر شيئا عما حدث بعد ذلك. لا يمكنني حتى أن أذكر أي شيء حدث طوال الأسابيع الثلاثة اللاحقة. لم أكن فاقدة الوعي. ليتني كنت كذلك. لكنني كنت واعية، وقلت أشياء سخيفة. هل تعرفين أول شيء استدعته ذاكرتي؟ الطبيب النفسي الذي جاء لزيارتي! كانوا قد استدعوا طبيبا نفسيا لمعرفة ما إذا كنت مختلة عقليا. لكن أحدا لم يخبرني أنه طبيب نفسي. هذا جزء من العلاج، لا أحد يطلعك على الحقيقة. كان يرتدي شيئا أشبه بسترة الجيش. كان شابا وديعا هادئا؛ ولذا، حسبته شابا عاديا جاء من الشارع.

سألني: «ما اسم رئيس الوزراء؟»

صفحه نامشخص