[الفائدة السابعة عشرة: في الفرق بين العلم النظري والضروري]
قال (ي): في الشامل الفرق بين العلم النظري والضروري واضح بين، فإن العاقل يعلم الضرورية من غير اعتبار نظر، ولا إعمال فكر، والنظري لا بد فيه من العناية باستحضار مقدماته، وترتيبها على وجه صحيح وحراستها من الغلط.
قلت: وقد ذكر أصحابنا أن الضروري إنما يكون ضروريا بأن يكون مفعولا فينا بغير اختيارنا، ولا بد من الإقرار بهذا، وإذا كان كذلك فإنا نجد أنفسنا مضطرة إلى العلم بقبح الظلم والكذب، وحسن إرشاد الضال وإنقاذ الغريق ووجوب رد الوديعة وشكر المنعم، ونحو ذلك، ونجد هذا العلم غير واقف على اختيارنا، ولا نجد فرقا بينه وبين الأوليات والمشاهدات في كونه ضروريا، (ي) مع أنا لا ننكر أن العلوم متفاوتة في الظهور والخفاء، لكنها مستوية في التحقق والثبوت.
صفحه ۱